للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الذئب يشهد بالرسالة]

روى الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده: أن أعرابياً خرج بغنمه على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم ليرعى الغنم، وبينما هو مع غنمه إذ بذئب يعدو على شاة، فيتقدم فيأخذ الشاة من فم هذا الذئب، فيكون من هذا الذئب أن يُقعِي عنه بعيداً، ويقول له -ويتكلم كلام الإنس-: أما تتق الله؟! تأخذ رزقًا ساقه الله إليَّ.

فقال: يا عجبي! ذئب يتكلم كلام الإنس.

قال الذئب: وأعجب من ذلك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بشر يخبركم بأنباء من سبق.

فلم يملك الأعرابي نفسه، وأخذ غنمه وسار بها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم فيدخل بها المسجد، ويضعها في زاوية من زوايا المسجد؛ ليدخل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ويخبره الخبر، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن نادى في الناس: الصلاة جامعة.

فاجتمع الناس كلهم، فقال للراعي: قل لهم ما رأيت، وما سمعت، فقام فذكر قصته مع الذئب، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: {صدق والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس} ولقد حصل هذا على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هذه آية حصلت على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، فانقسم الناس أمامها إلى فريقين؛ فريق آمن وصدق، وفريق آخر تنكب الطريق، والفريقان مقتسمان إلى قيام الساعة.