[إنما يأتي النصر لمن يستحقه]
إن المستقبل لهذا الدين بلا منازع، لكنه لا يتحقق بالمعجزات السحرية، وإنما هو بالعمل والبذل والدعوة إلى الله من مُنْطَلقات صحيحة على منهج أهل السنة والجماعة، ووعد الله لن يتخلف، ولكنه لن يتحقق أبداً على أيدي أقوام لا يستحقونه، ولا يفهمون سننه، ولا يضحون من أجله.
فإذا حاولت في الأفق منى فاركب البرق ولا ترض الغمام
وما السيف إلا زبرة لو تركته على الخِلقة الأولى لما كان يقطع
ألا إنني لا أركب اليأس مركبا ولا أكبِر البأساء حين تغير
نفسي برغم الحادثات فتية عودِي على رغمِ الكوارثِ مورِق
أيها اليائس مت قبل الممات أو إذا شِئت حياة فالرجا
لا يضِق ذرعك عند الأزمات إن هي اشتدت وأمل فرجا
البيض تصدأ في الجفون إذا ثوت والماء يأسن إن أقام طويلا
صانع السيف كمن يشهره في سبيل الله بين الجحفل
حقق الله لنا آمالنا وعلى الله بلوغ الأمل
هذا مجمل ما أردت قوله، وأرجو الله ألا أكون ممن تخدعه الشمس بطول ظله، أو تغره النفس بكثرة وقله، إن هي إلا إشارات؛ بعضها متمنى فات، وبعضها لا يزال في بطون المؤلفات، لم آت فيها على آخر فرادة، ولا أزعم أني أوفيت على الغاية في الإفادة، قد قلت بمقدار ما اجتهدت، وما شهدت إلا بما علمت، ومن جعل أنفه في قفاه؛ فإنما السوءة أن يفتح فاه، على أنني كنت قد عجزت، ووعدت بالكلام أكثر فما أنجزت، لكن لا ضير أن أصف النجم في سراه، وإن لم أستقر في ذراه، إن هي إلا لبنة على الطريق، وأرجو أن تكون بقدر الياقوت والعقيق، وما أُراني بعد قد شفيت غُلة النفس، وبلغت بها أمنيتها؛ فإنها تنظر إلى كثير وكثير، وأما أنا فإني أشد فقراً إلى عون الله وتثبيت وتوفيق.
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن ينفع بهذه الإشارات القليلة، وأن يتقبل منا ومنكم ويصلح السريرة، ويحسن الطوية؛ هو ولي ذلك والقادر عليه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.