[دور دعاة تحرير المرأة]
عباد الله: دعا الغربيون إلى مشاركة المرأة للرجل في غير ما خلقت له، فدخلت المرأة المعمل، ودخلت المصنع، وخالطت الأجانب، فصارت عملة رخيصة في الطائرات، والقطارات، والمستشفيات، فضيعت أنوثتها، وأوقعت شباب الإسلام في حبائلها، واكتوت بلاد الإسلام بنار الاختلاط؛ نتيجة لترك تعاليم الإسلام، والانقضاض على جيف الغرب واتباعهم وتقليدهم.
إن وضع العالم الإسلامي وضعٌ غير صحيح، وديننا الإسلامي -وكذلك ديار المسلمين- مستهدف، وفي بيتٍ من البيوت يُضبط ألف شريطٍ جنسي يستحي إبليس أن ينظر إليه، لا إله إلا الله! كل شريط كفيل بأن يدمر مدينة بأكملها، كيف وصل؟! من أين أتى؟! آه إن كان الباني واحداً والهادم ألفاً، كيف يكون البناء ويتم؟!
أرى ألف بانٍ لا يقوموا لهادم فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم
كيف تصلح الأمة الإسلامية ووسائل إعلامها تبث سماً زعافاً؟! تبث المجون والضياع والانحطاط، كيف تصلح الأمة وقد ضعفت التربية في البيوت بل انعدمت؟! كيف تصلح امرأة لا تسمع القرآن، ولا تعرف السنة، ولم تحضر في حياتها محاضرة، ثم يكب على رأسها آلاف المسرحيات والمسلسلات والأغنيات والمجلات؟ كيف ستكون امرأة مسلمة في خضم هذا؟ بل كيف ستربي أبناءها؟ بل كيف سيكون بيتاً مسلماً؟
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا جعل من أكبر اهتمامته المرأة، خاطبها، ووعظها، وبالله ذكرها وأبكاها، كان يصلي العيد ثم ينتقل إلى النساء فيعظهن ويذكرهن، بل خصص لهن وقتاً يربيهن ويعلمهن؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أنه بصلاح المرأة تصلح البيوت، وبفسادها تفسد المجتمعات.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ
وكثير من كتاب عالمنا الإسلامي يحارب المرأة المسلمة، يستهزئون بحجابها، يريدون أن تكون غربية ساقطة، يقولون عن الحجاب: خيمة، ويقولون: على المرأة المتحجبة أن تبحث عن قائد يقودها إلى مدرستها، ويقولون: آن للمرأة أن تمزق حجابها.
معنى ذلك أن تمزق عرضها وحياءها، وعفتها ودينها، يعيرونها بحجابها لكن نقول:
إذا عير الطائي بالبخل مادر وعير قساً بالفهاهة باقل
وقال الدجى للشمس أنت كسيفة وقال السهى للبدر وجهك حائلُ
فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ ويا نفس جدي إن دهرك هازلُ
تتعرض المرأة المسلمة في العالم الإسلامي لحملات شرسة، ودعواتٍ جاهلية، لها مظاهر متعددة، من أهمها: إلغاء الحجاب.
ومن أوائل الداعيات إلى تحرير المرأة في العالم الإسلامي وإلغاء حجابها، تلك الشقية المجرمة هدى شعراوي عليها من الله ما تستحق، أول امرأة تسافر من غير محرمٍ إلى أوروبا وتحضر أول مؤتمرٍ دوليٍ نسائي، وبعد عودتها طالبت برفع الحجاب عن المرأة، وبلغت بها التفاهة والسفاهة أن ألقت بحجابها وداسته بأقدامها.
وها هي الجمعيات اليسارية في العالم الإسلامي تتبنى هذه الدعوة الجاهلية، وتسعى جاهدة لإلغاء الحجاب الإسلامي؛ بحجة الحضارة لكن ذلك بعيداً عن منهج رب البرية:
أثّر الجهال فيها وأمطر الزور عليها
يا لها من ببغاء عقلها في أذنيها
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٩].