[المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة]
يا أيتها الأخت المؤمنة! إن أعداءك كُثْرٌ، وإنما يريدون استغلالكِ لهدم الدين والحياء والفضيلة كُثْر كُثْر، وقد يكونون ممن يتكلمون بألسنتنا، ومن بني جلدتنا.
يقول أحدهم: لا تستقيم حالة الشرق إلا إذا رفعت الفتاة حجابها عن وجهها وغطَّت به القرآن الكريم!!
ويقول آخر: كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لم تفعله المدافع والقذائف؛ فأغْرِقوهم بالشهوات والملذَّات؛ فما موقفكِ أمَةَ الله من هؤلاء؟
إن الموقف المنتظَر مِنكن هو الاعتصام بدين الله والوقوف عند حدود الله، ولكننا نرى -ويا ليتنا ما نرى- أحياناً الكاسية العارية، نرى أن بعض النساء تتصور أن السفور هو كشف الوجه فقط! لا، ذاك شيء، ومعه -أيضاً- السفور الذي لو غَطَّت المرأة وجهها قد يكون أحياناً برؤيتها، وكأنها تمشي في صالة عرض، تُبدي مفاتنها، وتُخرج محاسنها.
إن من السفور لبسَ الضيق، إن من السفور لبس العباءة الخفيفة الجذابة في منظرها، السفور بلبس القصير والخفيف من الملابس، أهان عليكِ -يا أختي المسلمة- أن تلبسي لباس أهل النار، ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: {صنفان من أهل النار لم أرَهما بعد -وذكر منهن:- نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأَسْنِمَةِ البُخْت المائلة، لا يدخلْنَ الجنة ولا يجدْن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا}.
ألا هل ترضين أن تكوني من أهل النار؟
هل ترضين أن تخرجي من آداب القرآن والسنة إلى عادات قوم أخذوها من اليهود والنصارى؟
هل ترضين أن تكون ابنتكِ وثمرة فؤادك من أهل النار؟
هل ترضين أن تُلبسي بناتك لبساً تتعرَّى به من الحياء، والحياء من الإيمان؟!
هل ترضين لابنتك أن تُعرَض كما تُعرَض السلع فاتنة ليتعلق بها كل سافل وحقير ومهين ورذيل؟
هل ترضين أن تَلبسي أو تُلبسي لباس أهل النار؟
لا -يا فتاة الإسلام- لن ترضَيْ، ولا ترضَيْ، وهذا هو المأمول، حصنكِ الحصين دينكِ العظيم؛ يحافظ على عفتكِ وحيائكِ وفضيلتكِ، يأمرك بالحجاب والاحتشام، متى ما تركتِ هذا الأمر كنت عرضة لعذاب الله في الآخرة، وفي الدنيا عرضة للذئاب البشرية التي تريد عفافك الذي به تشرفين، تريد أن تفجعك بعفافك لتتجرعي الغُصص مدى الحياة.
وبعض أخواتنا-هداهُنَّ الله- يسمعْن لنداء الذئاب، ويسعين لهم.
حالهن كقول القائل:
قطيع يُساق إلى حتفه ويمشي ويهتف للكافرين
يا فتاة الإسلام! الأيادي الماكرة الخبيثة تمتد إليكِ في صورة مقالات ساحرة في صورة مجلات خليعة في صورة مسلسلات فاتنة في صورة كلمات أدبية في أعمدة الصحف تريد إخراجكِ إلى الشقاء والتعاسة؛ فكم من مقالة تقول: إن الإيمان في القلوب لا في ستر الوجه والجيوب، و {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً} [الكهف:٥].
إنهم يريدون منك الخطوة الأولى: -وهي أصعب خطوة، ومسافة الميل تبدأ بخطوة واحدة- يريدون أن تكوني فاجرة عاهرة سافرة حاشاكِ من ذلك، ينتظرون منكِ بفارغ الصبر أن تلقي العباءة وتتخلصي من الحجاب ومن مستلزماته من الإيمان والحياء والطهر، ثم تتركي الصلاة، ويومها تقرُّ أعينهم؛ فيلعبون بكِ لَعِب الأطفال بالكرة، ويعبثون بك عبث الكلاب بالجِيَف -حفظكِ الله منهم- أغيظيهم بعدم الالتفات إليهم والسماع لهم، اقتليهم حسرة بتوفير حيائك وملازمة حجابك؛ فإنما أطمعهم في الوصول إلى غاياتهم ما لاحَ لهم من النجاح في سماع منكِ لمختلف الأغنيات والمسلسلات والأفلام الماجنات، أغراهم بالوصول إلى بعض فتياتنا الخروج إلى الأسواق، والوقوف أمام الباعة من غير ما ضرورة، والتجوال في الشوارع والأسواق، ألستِ تؤمنين بالله واليوم الآخر؟
ألستِ ترجين الله والدار الآخرة؟
إن عُرف هذا؛ فاعلمي أن الله حرَّم السفور كما حرَّم الفسق والفجور، وأمر المؤمنات بغضِّ الأبصار وحفظ الفروج، ونهاهنَّ عن إبداء شيء من الزينة؛ بل أمر أن يقَرْن في بيوتهن فلا يخرجن من غير ما حاجة، وإذا خرجن لحاجة فليخرجن متسترات غير متجملات ولا متعطرات وبإذن وليِّهن: {أيَّما امرأة خرجت بغير إذن وليها فهي في سخط الله حتى ترجع، وأيما امرأة استعطرت ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية}.
ألا فلتمشين متواضعات في أدب وحياء، ألا لا تتخذن -خلاخل أو ما يشبه الخلاخل- ولا أحذية تضرب الأرض بقوة فيُسمَع قرعها، وربما أوقعت في القلوب شيئاً، فإن الله يقول: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} [النور:٣١] {لا تخلونَّ امرأة بغير ذي محرم لها}، {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما}.
لا تصافحي الرجال؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امتدت إليه يد امرأة تبايعه، فقال: {إني لا أصافح النساء}.
اتقين الله -أيتها الأخوات- فإنه لا صبر لكُنَّ على النار، إنكنَّ تصبرْنَ على الجوع وعلى الضر وعلى التكاليف، لكن -والله- لا صبر لكُنَّ على النار.
أجاركن الله وكل مسلمة من النار.
أيتها الأخوات! لا تتَّبعْن خطوات الشيطان؛ فإنه يأمر بالسوء والفحشاء.
يا من آمنت بالله! ويا من سجدت لله! ويا من استترت بستر الله! حذارِ حذارِ من السقوط؛ فإن السقوط إلى النار وبئس القرار، حذارِ حذار يا بنت عائشة وحفصة وسارة وزينب وأسماء أن تغتري بزيف حضارة الغرب المادية؛ فهي زَبَدٌ اكتووا هم بنارها؛ فاستمعي واعتبري.
واعرف الشر لا للشر لكن لتوقِّيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه