للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة النعيم عند أويس القرني]

أويس القرني سيد التابعين رحمه الله، كان إذا أمسى تصدق بكل ما في بيته، ثم قال: [[اللهم من مات جوعاً أو ظمأً أو عرياً فلا تؤاخذني به، اللهم إني أعتذر إليك من كل بدنٍ عارٍ، وكبدٍ ظمأى وبطنٍ جائع، اللهم إنه ليس في بيتي من طعامٍ سوى ما في بطني وأنت أعلم، وليس لي شيءٌ من الدنيا إلا ما على ظهري وأنت أعلم]]

وماذا على ظهره؟ والله ما على ظهره سوى خرقة، والغنى غنى النفس.

إن الغني هو الغني بنفسه لو أنه عاري المناكب حافي

ما كل ما فوق البسيطة كافياً فإذا قنعت فكل شيء كافي

أيها المؤمنون! هؤلاء الصابرون حينما تحولت حالهم إلى الرخاء، كيف كان حالهم؟ أطغوا حين استغنوا؟ أتكبروا وبطروا وجمعوا فمنعوا؟

لا والله الذي لا إله إلا هو، لم يتكبروا ولم يأشروا ولم يبطروا؛ بل كانوا الشاكرين حقاً، الخائفين من انفتاح الدنيا عليهم، فضحوا بها من أجل الثابت الباقي الدائم، وحالهم:

تالله ما عقل امرؤٌ قد باع ما يبقى بما هو مضمحلٌ فاني