أيها الأحبة: رسم الله لنا طريقاً مستقيماً، وجعل له مواصفات من اتبعها هدي وكفي ووقي، ومن تنكفها فويل له ثم ويل له، ألم تسمعوا لقول الله:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:١٥٣] طريق واحد مرسوم له مواصفات، وله مقاييس، قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً، فانقسم الناس من ذلك الحين إلى حزبين، ثم انقسم حزب إلى أحزاب وإلى شيع وإلى فرق حتى افترقت هذه الأمة كما أخبر المصطفى أنها ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، ما مواصفات هذه الفرقة الناجية؟
ما مقاييسها؟
ما موازينها؟
ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم قال:{من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} من كان على مثل ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، من كان على مثل ما كان عليه سلف الأمة الكرام، هو الذي لا زال على الصراط المستقيم، فهل جندت نفسك أيها الشاب لتكون من أهل هذه الفرقة؟ هل جندت نفسك لتكون ممن يستحق أن يأخذ لقب هذه الفرقة؟
كلنا يدعي ذلك، وكلنا يقول: أنا من السلف، أنا من أهل السنة والجماعة، لكن لابد لكل ادعاء من بينة
وكلٌ يدعي وصلاً لليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
فليكن حالك يوم تسمع مثل هذا السؤال تقول:
حاشاي يغويه سراب خادع ومعي كتاب الله يسطع في يدي
ليكن لسان الحال لنا جميعاً لن نضل أو نقتدي بشرق أو بغرب وإنما هدينا الكتاب والسنة نتمسك به وإن خالفنا الناس جميعاً.