عباد الله: الحجاب والعفاف، لو لم يكونا فريضة شرعية لكانا ضرورة عقلية يوليها الواجب والمروءة، في عصر التبذل وقلة الحياء، في عصر ذاق فيه الذين لم يعرفوا الحجاب اللومات والحسرات، رأوا اللافتة أمام أعينهم وعلى طرقاتهم، فاندلعت إلى بيوتهم.
يا إخوة الإيمان كل صغيرةٍ إن أمهلتها الحادثات ستكبرُ
فإلى المرأة اليتيمة المسكينة، إلى المحاربة في جلبابها وحجابها، إلى من حاربتها الصحف والمجلات والمسلسلات والأغنيات، إلى المرأة التي آمنت بالله، وسجدت لله، واستترت بستر الله، أقول:
حذار حذار يا فتاة الإسلام! حذار يا بنت عائشة وفاطمة وزينب وأسماء، حذار من الاختلاط والتبرج، واسمعي وتدبري وتفكري، ولا يغرنك زيف الحضارة الغربية واسمعي إلى ما نشرته إحدى الصحف الأمريكية وقد نشرت استقراءً خطيراً في جامعةٍ من جامعاتها قالت: في سنة واحدة ثبت أن عشرين ألف فتاةٍ حملت من الزنا في هذه الجامعة، وأن أمريكا تستقبل مليون طفلٍ من الزنا والسفاح سنوياً، هل يفكر أحدٌ في معنى الاختلاط والتبرج؟ إنه الفاحشة والدمار، إنها التي تربتها المرأة في الغرب، تركت زوجها وشاركت الرجل، وسارت على أمانيها.
وفي بريطانيا يوجد ثمانية ملايين من النساء لم يتزوجن، وعشرون ألف حالة إجهاضٍ في عامٍ واحد، كل هذا ثمرة من ثمرات الاختلاط.
ودعاة السفور من الغرب والشرق يقولون: إن الحجاب بدعة حجازية خرجت من مكة والمدينة: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}[الكهف:٥] إن الأمر أمر الله وهو أدرى بمصالح عباده عز وجل.
نبئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين: آمرأة متعطرة متطيبة متحلية، تخرج من بيتها بلا محرم فتكلم الخياط، وتبايع، وتجوب الأسواق، وتقف مع بائع الأغنيات والمجلات، أهذه مسلمة؟! أهي مؤمنة؟! إنها ملعونةٌ مغضوبٌ عليها من الله.
أين الدين؟
أين العفاف والحياء؟
ثم من يريدها زوجة له يا عباد الله! بالطبع لا أحد، حتى الفسقة لا يريدونها زوجة.