وذاك يغدو: ليهلك نفسه فيسلط لسانه على عباد الله؛ يغتابهم ويبهتهم في غيابهم، ناسياً قول الله تعالى:{وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}[الحجرات:١٢] وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {يوم عرج بي مررت على أقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يقعون في لحوم الناس، ويأكلون أعراضهم} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
والآخر يغدو ليدافع عن أعراض المسلمين، ليرد عن أعراض المسلمين فيرد الله عن وجهه النار يوم القيامة.
وكل يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
وذاك يغدو ليهلك نفسه بالإفساد بين الناس بالنميمة، والوشاية، ناسياً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:{لا يدخل الجنة نمام}.
والآخر يغدو للإصلاح بين الناس فأجره على أكرم الأكرمين سبحانه وبحمده.