علمتني الحياة في ظل العقيدة: أن الأذى لا يهزم دعوة أبداً، ولن يصل الطغاة إلى قلب مؤمن مهما فعلوا:{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}[غافر:٥١].
هاهو أبو بكر النابلسي -عليه رحمة الله- ذلك الزاهد الورع العالم يوم ملك الفاطميون الروافض بلاد مصر، فعطلوا الصلوات وحاربوا أهل السنة وذبحوا من علماء السنة الكثير، واستدعى المعز أبا بكر النابلسي -عليه رحمة الله- فقال له: بلغني عنك أنك قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت الفاطميين بسهم.
قال: لا.
فظن أنه رجع عن قوله، قال: كيف؟ قال: قلت: ينبغي رميكم -أيها الفاطميون- بتسعة ورمي الروم بالعاشر.
فأرغى وأزبد وأمر بضربه في اليوم الأول، ثم أمر بإشهاره في اليوم التالي، ثم أمر في اليوم الثالث بسلخه حياً، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن حتى أشفق عليه اليهودي، فلما وصل في سلخه إلى قلبه طعنه بالسكين ليلقى ربه فكان يسمى بالشهيد:
علو في الحياة وفي الممات
فهل انتهت دعوة أبي بكر بقتل أبي بكر؟ هل خلف أبو بكر أحداً؟ نعم.
خلف أبو بكر ألف أبي بكر من أهل السنة وأهل السنة يقوم بذمتهم أدناهم:
إذا سيد منا مضى قام سيد قئول بما قال الكرام فعول
وهكذا فكم عالم سقط على الطريق وعاشت كلمة الحق! وكم عالم عذب وأهين من أجل أن تبقى كلمة الحق عالية وبقيت كلمة الحق! وكم من عالم حرم جميع حقوقه من أجل أن يحفظ حق الله وبقيت كلمة الحق:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}[المنافقون:٨].
تا لله ما الدعوات تهزم بالأذى أبداً وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين