ثم تمسكي بحيائك -والحياء من الإيمان- ما استطعتِ إلى ذلك سبيلا؛ فإنكِ إمَّا قدوة اليوم، وإما قدوة الغد، وكلٌ سيُسأل؛ فماذا سيكون الجواب؟
أنت راعية في بيتك أَمَة الله، وأنت راعية إن كنتِ معلمة في مدرسة، ومسئولة عن رعيتك أيّاً كانت تلك الرعية -يا أَمَة الله- ألا فلتكوني قدوة حسنة في تربية الجيل، ألا ولتقومي بهذه المسئولية؛ فإن الله سائلكِ عمَّن استرعيت ماذا فعلتِ؟ أَقُمتِ بالأمانة فيهم أم ضيعت الأمانة؛ ليكون لك مثل أجور من اتبعك إن عملت بالحق لا يُنقَص من أجورهم شيء، وإياك ثم إياك! أن تكوني قدوة السوء للأخرى؛ فتأتين يوم القيامة تحملين أوزارك وأوزار من أضللت كاملة، ألا ساء ما تزرين.
ألم تسمعي لقول النبي صلى الله عليه وسلم:{كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته} ثم خصَّك -أيتها المرأة- فقال:{المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها} وفي الحديث الصحيح الآخر: {وما من راعٍ استرعاه الله رعية فبات غاشّاً لهم إلا حرَّم الله عليه رائحة الجنة}.
أنت راعية في مدرستك في بيتك؛ فاللهَ اللهَ لا يأتي يوم القيامة ولكل ابن من أبنائك عليكِ مظلمة، ولكل بنت من بناتك عليكِ مظلمة؛ لم تأمريهم ولم تنهيهم، ولم تربيهم على قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إياكِ أن يأتي يوم القيامة، ولكل طالبة -إن كنت معلمة- عليكِ مظلمة؛ لأنكِ لم تربيهم على قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، عندها التعامل بالحسنات والسيئات، يأخذون حسناتكِ، ثم تحملين من سيئاتهم، ثم تُطرَحين في النار، أجارَكِ الله من النار ومن غضب الجبار وكل مسلمة ومسلم.
اسمعي يوم يقف الناس في عرصات القيامة، يوم يقول الله -كما في الأثر-: {وعزتي وجلالي! لا تنصرفون اليوم ولأحد عند أحد مظلمة، وعزتي وجلالي! لا يجاوز هذا الجسر اليوم ظالم}[[يؤخذ بِيَدِ العبد ويؤخذ بِيدِ الأَمَة يوم القيامة -كما يقول ابن مسعود - فيُنادَى على رءوس الخلائق: هذا فلان أو فلانة من كان عليه حق فليأتِ إلى حقِّه، فتفرح المرأة أن يكون لها حق على أبيها أو أخيها أو زوجها أو أمها.