عائشة رضي الله عنها، تستضاف عند عروة ابن أختها، فجعل يرفع لها قصعة ويضع أخرى، يقرب طعاماً ويرفع طعاماً، فحولت وجهها إلى الحائط تبكي ولم تأكل، فقال لها عروة:[[كدرت علينا أي أماه! فقالت: والذي بعثه بالحق ما رأى المناخل من حين بعثه الله حتى قبض، وما شبع من خبز شعيرٍ يومين متتابعين حتى قبض، ولقد كان يربط الحجر على بطنه، وقد اغبرت جلدة بطنه يوم الخندق وهو يحفر معهم]] فاستعبر الجميع وتركوا الطعام.
ألا ما أرخص الحب إذا كان كلاماً! وما أغلاه حين يكون قدوة وذماماً! حال أم المؤمنين ومن معها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا وحبك مقرونٌ بأنفاسي
ولا جلست إلى قومٍ أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جُلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطشٍ إلا رأيت خيالاً منك في الكأس
وكل امرئ يهفو إلى من يحبه وكل امرئ يصفو إلى ما يناسبه
ولما أقبلت عليهم الدنيا، خضعوا لله وخشعوا، فسخروها فيما يرضي الله، واستعاذوا بالله أن تفتنهم.