صدقوا: حتى قيل لأحدهم وقد استغرق طلب العلم وكتابته وتبليغه وقته، قيل له: إلى متى تكتب العلم؟
إلى متى وأنت تكتب في تلك العلوم؟
فقال: لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تكتب بعد.
فلا يدري المرء متى يقول الكلمة، فيهدي الله بها خلقاً كثيراً، ولا يدري المرء متى يقول الكلمة أو يكتب الكلمة الصادقة فتنجيه بين يدي الله.
حتى إن أحدهم لتعاتبه زوجته على كثرة شراء الكتب فيقول رادّاً عليها:
وقائلة أنفقتَ في الكتب ما حَوَتْ يمينُك من مالِ فقلت دعيني
لعلِّي أَرَى فيها كتاباً يَدُلني لأخذِ كتابِي آمناً بيميني
صدقوا: حتى قيل لأحدهم: بم كنت عالماً من بين أقرانك وأترابك؟
قال: لأني أنفقت في زيت المصباح لأدرس العلم في الكتب مثلما أنفقوا في شرب الخمور، وفرق بين إنسان بالعلم قد زكاها، وآخر بالمعازف ورنات الكئوس والغفلة قد دساها، قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشمس:٩ - ١٠].