ها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في بستان من بساتين الأنصار، وأنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه يراقبه وهو لا يراه، وإذا بـ عمر يقف وقفة محاسبة، ووقفة مراقبة مع نفسه ويقول:[[عمر أمير المؤمنين! بخ بخ، والله لتتقيّن الله يا عمر! أو ليعذبنك الله، والله لتتقين الله أو ليعذبنك الله]].
عمر الذي يأتيه أعرابي قد قرص الجوع بطنه، وبه من الفقر ما به، ويقف على رأسه ويقول:
يا عمر الخير جزيت الجنه
اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا في ذا الزمان جنه
أقسم بالله لتفعلن
قال: وإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال:
إذاً أبا حفص لأمضين
قال: وإذا مضيت يكون ماذا؟ قال:
والله عنهن لتسألن
يوم تكون الأعطيات منه
وموقف المسئول بينهن
إما إلى نار وإما إلى جنه
فلم يملك عمر رضي الله عنه وأرضاه إلا أن ذرفت دموعه على لحيته رضي الله عنه وأرضاه، ودخل ولم يجد شيئاً في بيته، فما كان إلا أن خلع رداءه وقال: خذ هذه يوم تكون الأعطيات منة، وموقف قف المسئول بينهن، إما إلى نار وإما جنة.
هكذا تكون مراقبة الله عز وجل وهكذا تكون تقوى الله عز وجل.