للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"كذب النسابون" قال الله تعالى: ﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٨] (١).

وقال أبو الأسود يتيم عروة: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان من أعلم قريش بأنسابها وأشعارها يقول: ما وجدنا أحدا يعلم ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم (٢).

قال هشام ابن الكلبي: سمعت من يقول: إن معدا كان على عهد عيسى ابن مريم، .

وقال أبو عمر بن عبد البر: كان قوم من السلف منهم عبد الله بن مسعود، ومحمد بن كعب القرظي، وعمرو بن ميمون الأودي إذا تلوا: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ﴾ [إبراهيم: ٩]، قالوا: كذب النسابون. قال أبو عمر: ومعنى هذا عندنا على غير ما ذهبوا إليه، وإنما المعنى فيها والله أعلم: تكذيب من ادعى إحصاء بني آدم. وأما أنساب العرب فإن أهل العلم بأيامها وأنسابها قد وعوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها، واختلفوا في بعض فروع ذلك.

والذي عليه أئمة هذا الشأن أنه: عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور ابن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل ابن آزر، واسمه تارح، ابن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ ابن خنوخ، وهو إدريس بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم أبي البشر قال: وهذا الذي اعتمده محمد بن إسحاق في السيرة (٣)، وقد اختلف أصحاب ابن إسحاق عليه في بعض الأسماء.


(١) ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد "١/ ٦٥"، وفيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأبوه، وهما متروكان كما علمت.
وفيه أبو صالح باذام، مولى أم هانئ، فإنه ضعيف، مدلس فهذه ثلاث علل في هذا الإسناد.
(٢) حسن: أخرجه ابن سعد "١/ ٥٨" في طبقاته قال: أخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود قال: سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة يقول … فذكره.
قلت: إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة، صدوق، وقد روى عنه عبد الله بن وهب، وهو من أعدل من روى عنه، فأمنا شرا اختلاطه. وأبو الأسود، يتيم عروة، هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، الأسدي المدني، ثقة، من صغار التابعين، روى له الجماعة.
(٣) ذكره ابن هشام في "السيرة" "١/ ٢١" ط، دار الحديث بتحقيق جمال ثابت، ومحمد محمود، وسيد إبراهيم ووقع في هذه الطبقة "ابن ساروغ" بدل "ابن ساروح". وأثبته المحققون كما في "المنتظم" "١/ ٢٥٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>