للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤- أبو العاص بن الربيع ١:

ابن عبد العزى بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ القرشي العَبْشَمِيُّ.

صِهْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجُ بِنْتِهِ زَيْنَبَ وَهُوَ وَالِدُ أُمَامَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلاَتِهِ٢.

وَاسْمُهُ: لَقِيْطٌ وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِيْهِ رَبِيْعَةُ وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيْجَةَ أُمُّهُ هِيَ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَكَانَ أَبُو العَاصِ يُدْعَى جَرْوَ البَطْحَاءِ.

أَسْلَمَ قَبْلَ الحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.

قَالَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ: أَثْنَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي العَاصِ فِي مُصَاهَرَتِهِ خَيْراً وَقَالَ: "حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي" ٣ وَكَانَ قَدْ وَعَدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فَيَبْعَثَ إِلَيْهِ بِزَيْنَبَ ابْنَتِهِ فَوَفَى بِوَعْدِهِ وَفَارَقَهَا مَعَ شِدَّةِ حُبِّهِ لَهَا وَكَانَ مِنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ وَأُمَنَائِهِم وما علمت له رواية.

وَلَمَّا هَاجَرَ، رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ رَدَّهَا إِلَيْهِ بِعَقْدٍ جَدِيْدٍ وَقَدْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ لَمَّا أُسِرَ نَوْبَةَ بَدْرٍ بَعَثَتْ قِلاَدَتَهَا لِتَفْتَكَّهُ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ رَأَيْتُم أَنْ تُطْلِقُوا لِهَذِهِ أَسِيْرَهَا". فَبَادَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى ذَلِكَ٤.

وَمِنَ السِّيْرَةِ: أَنَّهَا بَعَثَتْ فِي فِدَائِهِ قِلاَدَةً لَهَا كَانَتْ لِخَدِيْجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَّ لَهَا وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا" قَالُوا: نَعَمْ وَأَطْلَقُوْهُ فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُخْلِيَ سَبِيْلَ زَيْنَبَ وَكَانَتْ مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- ذلك وبعث زيد بن حارثة ورجلا من الانصار فقال: "كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فَتَصْحَبَانِهَا". وَذَلِكَ بَعْد بَدْرٍ بِشَهْرٍ فَلَمَّا قَدِمَ أبو العاص


١ ترجمته في طبقات ابن سعد "٨/ ٣٠-٣٣ و٣٩ و١٦٥"، والإصابة "٤/ ترجمة ٦٩٢".
٢ صحيح: أخرجه البخاري "٥١٦"، ومسلم "٥٤٣" من طريق عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بنِ سُلَيْم الزُّرَقِي، عَنْ أَبِي قَتَادَة الأنصاري قَالَ: "إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصلي وَهُوَ حَاملٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَب بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها".
٣ صحيح: أخرجه البخاري "٣٧٢٩"، ومسلم "٢٤٤٩"، "٩٥" من طريق الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة في حديث طويل، وجاء في آخره: ".... حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلاَلاً، وَلاَ أُحِلُّ حراما، ولكن والله لا تجتمع بِنْتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا".
وقد خرجت هذا الحديث في كتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" ط/ دار الحديث في عدة مواضع، فراجعه إذا رُمت زيادة.
٤ صحيح: أخرجه أحمد "٦/ ٢٧٦"، وأبو داود "٢٦٩٢" من حديث عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>