للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكان ماذا? قال: سمعت رسول الله يقول: "تقتله الفئة الباغية" قال: أنحن قتلناه? وإنما قتله علي وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال: بين سيوفنا.

قلت: كانت صفين في صفر وبعض ربيع الأول سنة سبع وثلاثين.

قرأت على الحافظ عبد المؤمن بن خلف: أخبركم يحيى بن أبي السعود أخبرتنا شهدة، أنبأنا ابن طلحة، أخبرنا أبو عمر الفارسي، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، حدثنا خلف بن سالم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا جويرية، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمه قال: لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمار إذا رجل قد برز بين الصفين جسيم على فرس جسيم ضخم على ضخم ينادي يا عباد الله بصوت موجع روحوا إلى الجنة ثلاث مرار الجنة تحت ظلال الأسل فثار الناس فإذا هو عمار فلم يلبث أن قتل.

وبه، حدثنا جدي يعقوب، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي البختري الطائي قال: قاول عمار رجلًا فاستطال الرجل عليه فقال عمار: أنا إذًا كمن لا يغتسل يوم الجمعة فعاد الرجل فاستطال عليه فقال له عمار: إن كنت كاذبًا فأكثر الله مالك وولدك وجعلك يوطأ عقبك.

وبه، حدثنا جدي، حدثنا وهيب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمار أنه قال: ثلاثة من كن فيه فقد استكمل الإيمان أو قال: من كمال الإيمان الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم (١).


(١) علقه البخاري في كتاب "الإيمان". باب إفشاء السلام من الإسلام.
وقد وصله غير واحد. قال الحافظ في "الفتح" "١/ ٨٢": قوله: "قال عمار" هو ابن ياسر، أحد السابقين الأولين، وأثره هذا أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب "الإيمان" من طريق سفيان الثوري، ورواه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة وزهير بن معاوية وغيرهما كلهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن صلة بن زفر، عن عمار، ولفظ شعبة: "ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان" وهو بالمعنى، وهكذا رويناه في جامع معمر عن أبي إسحاق، وكذا حدث به عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر"١٠/ ١٩٤٣٩"، وحدث به عبد الرزاق بأخرة فرفعه إلى النبي ، كذا أخرجه البزار في مسنده، وابن أبي حاتم في "العلل" كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، وكذا رواه البغوي في "شرح السنة" من طريق أحمد بن كعب الواسطي، وكذا أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" عن محمد بن الصباح الصنعاني ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعا. واستغربه البزار وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: أي الحافظ في الفتح، وهو معلول من حيث صناعة الإسناد؛ لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره، إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع. وقد رويناه مرفوعا من وجه آخر عن عمار، أخرجه الطبراني في "الكبير" وفي إسناده ضعف، وله شواهد أخرى بينتها في "تغليق التعليق".

<<  <  ج: ص:  >  >>