وقال الحاكم في إثره: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "التلخيص" وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" "٢/ ٢٩٢" ط. دار الحديث: "وهذا حديث غريب جدا، وقد يكون عن علي نفسه، ويكون قوله في آخره: "حتى أكرمني الله ﷿ بنبوته". مقحما والله أعلم". ا. هـ. قلت: كذا قال الحافظ ابن كثير، ولعل قوله هو الصواب، فمتن الحديث تمجه العقول والأفهام التي ما فتئت تستروح بالنظر في دواوين السنة الصحيحة بله الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة التي بينها العلماء فكل من له اطلاع لا جرم أنه يشمئز قلبه ويمج عقله ما ورد يه. ولقد أبعد الحاكم والذهبي النجعة بتصحيحهما هذا الحديث على شرط مسلم، وهذا من تساهلهما والله تعالى أعلى وأعلم. (٢) منكر: فيه زياد بن عبد الله النخعي، قال الدارقطني: مجهول، تفرد عنه عباس بن ذريح. وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" "١/ ق ٢/ ٥٣٦" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ومتن الحديث منكر يمجه كل من له اطلاع ونظر في دواوين السنة المشرفة. وكيف يكون ذلك وقد نزع الله منه حظ الشيطان في حادثة شق الصدر، والتي تكررت مرات عديدة ليكون قلبه مؤهلا لاستقبال الوحي الإلهي دون تشويش ووسوسة شيطانية ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحج: ٥٢].