للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو على الجيش، فقال: هل لك من حاجة? قال: ما ازددت عنك وعن أبيك إلَّا غنًى، إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو … الحديث. الأعمش، عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب، فمرض فقال: إذا مت فاحملوني، فإذا صاففتم العدو فارموني تحت أقدامكم، أما إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ، سمعته يقول: "من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة" (١). إسناده قوي.

جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر، فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم، فأخبروني أنهم لما كانوا عند انقضاء مغزاهم؛ حيث يراهم العدو، حضر أبا أيوب الموت، فدعا الصحابة والناس فقال: إذا قبضت فلتركب الخيل ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردوكم، فاحفروا لي وادفنوني، ثم سووه، فلتطأ الخيل والرجال عليه حتى لا يعرف، فإذا رجعتم فأخبروا الناس أن رسول الله أخبرني: "أنه لا يدخل النار أحد يقول: لا إله إلَّا الله" (٢).

قال الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز: أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل.

وعن الأصمعي عن أبيه: أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية، وبني عليه فلما أصبحوا، قالت الروم: يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا والله لئن نبش لا ضرب بناقوس في بلاد العرب. فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره فأمطروا.

قال الواقدي: مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه يزيد ودفن بأصل حصن القسطنطينية. فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره ويستسقون به (٣).

وقال خليفة: مات سنة خمسين. وقال يحيى بن بكير: سنة اثنتين وخمسين.


(١) صحيح لغيره: تقدم تخريجنا له برقم تعليق "١١٥".
(٢) صحيح لغيره: في إسناده قابوس بن أبي ظبيان، قال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس بالقوى. قال أحمد: ليس بذلك.
لكن الحديث يشهد له ما قبله.
(٣) ضعيف جدًّا: آفته محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك كما ذكرنا مرارًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>