وروى قرة، عن ابن سيرين، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله: أُبَيّ وعثمان وزيد وتميم الداري.
وروى أبو قلابة، عن أبي المهلب: كان تميم يختم القرآن في سبع.
وروى عاصم الأحول، عن ابن سيرين: إن تميمًا الداري كان يقرأ القرآن في ركعة.
وروى أبو الضحى، عن مسروق: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح، أو كاد يقرأ آية يرددها ويبكي: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [الجاثية: ٢٠].
أبو نباتة يونس بن يحيى، عن المنكدر بن محمد، عن أبيه: إن تميمًا الداري نام ليلة لم يقم يتهجَّد، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع.
سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن رجل قال: أتيت تميمًا الداري فحدَّثنا، فقلت: كم جزؤك؟ قال: لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن ثم يصبح فيقول: قد قرأت القرآن في هذه الليلة، فوالذي نفسي بيده، لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحبَّ إليَّ من أن أقرأ القرآن في ليلة، ثم أصبح فأخبر به، فلما أغضبني، قلت: والله إنكم -معاشر صحابة رسول الله ﷺ، من بقي منكم- لجدير أن تسكتوا فلا تعلموا، وأن تعنفوا من سألكم.
فلما رآني قد غضبت لان وقال: ألَا أحدثك يا ابن أخي? أرأيت إن كنت أنا مؤمنًا قويًّا وأنت مؤمن ضعيف، فتحمل قوتي على ضعفك، فلا تستطيع، فتنبت، أو رأيت إن كنت أنت مؤمنًا قويًّا، وأنا مؤمن ضعيف، حين أحمل قوتك على ضعفي، فلا أستطيع، فأنبت، ولكن خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك، حتى يستقيم لك الأمر على عبادة تطيقها.
حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن معاوية بن حرمل، قال: قدمت المدينة، فلبثت في المسجد ثلاثًا لا أطعم، فأتيت عمر فقلت: تائب من قبل أن تقدر عليه، قال: من أنت؟ قلت: معاوية بن حرمل، قال: اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه.
قال: وكان تميم الداري إذا صلَّى ضرب بيديه على يمينه وشماله، فذهب برجلين، فصليت إلى جنبه، فأخذني، فأتينا بطعام، فبينا نحن ذات ليلة؛ إذ خرجت نار بالحرة، فجاء عمر إلى تميم فقال: قم إلى هذه النار، فقال: يا أمير المؤمنين! ومن أنا، وما أنا.