للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت النعل زوجًا، خلفها شداد عند ولده، فصارت إلى محمد بن شداد، فلمَّا أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله جاءت، فأخذت فرد النعلين، وقالت: يا أخي، ليس لك نسل، وقد رزقت ولدًا، وهذه مكرمة رسول الله ، أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه.

وكان ذلك في أول أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها، فلمَّا جاء المهدي إلى بيت المقدس، أتوه بها وعرَّفوه نسبها من شداد، فعرف ذلك وقبله، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار، وأمر لكل واحد منهما بضيعة، وبعث إلى محمد بن شداد فأُتِيَ به يحمل لزمانته (١)، فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين، فقال له المهدي: ائتني بالأخرى، فبكى، وناشده الله، فرَقَّ له، وخلاها عنده.

معان بن رفاعة، عن أبي يزيد الغوثي، عمَّن حدثه، عن أبي الدرداء، قال: إن لكل أمة فقيهًا، وإن فقيه هذه الأمة شداد بن أوس. لم يصح.

وقال سفيان بن عيينة: قال أبو الدرداء: إن شداد بن أوس أوتي علمًا وحلمًا.

وقال سعيد بن عبد العزيز: فَضُلَ شداد بن أوس الأنصار بخصلتين: ببيان إذا نطق، وبكظم إذا غضب.

عن شداد أبي عمار، عن شداد بن أوس، وكان بدريًّا، ........... فذكر حديثًا.

وقال البخاري: شداد له صحبة، قال: وقال بعضهم: شهد بدرًا. ولم يصح.

وقال ابن سعد: نزل فلسطين وله عقب. مات سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة، وكانت له عبادة واجتهاد.

وقال أحمد بن البرقي: كان أبوه أوس بن ثابت بدريًّا، واستشهد يوم أحد.

ابن سعد: أخبرني من سمع ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: لم يبق بالشام أحد كان أوثق ولا أفقه ولا أرضى من عبادة بن الصامت وشداد بن أوس.

قال المفضل الغلابي: زهَّاد الأنصار ثلاثة: أبو الدرداء، وعمير بن سعد، وشداد بن أوس.


(١) الزمانة: العاهة. ورجل زَمِنٌ، أي: مبتلى بَيِّنُ الزمانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>