للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد آذانا في نادينا ومسجدنا، فانهه عنا، فقال: يا عقيل انطلق فائتني بمحمد. فانطلقت إليه فاستخرجته من حفش أو كبس -يقول: بيت صغير- فلما أتاهم قال أبو طالب: إن بني عمك هؤلاء قد زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم. فحلق رسول الله ببصره إلى السماء، فقال: "أترون هذه الشمس"؟ قالوا: نعم، قال: "فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة". فقال أبو طالب: والله ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا. رواه البخاري في "التاريخ" عن أبي كريب، عن يونس (١).

وقال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة أن قريشا حين قالت لأبي طالب ما قالوا، بعث إلى رسول الله فقال: يابن أخي إن قومك قد جاءوا إليَّ فقالوا: كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله أنه قد بدا لعمه بداء وأنه خاذله ومسلمه، فقال: "يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته". ثم استعبر رسول الله ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: أقبل يابن أخي. فأقبل إليه فقال: اذهب فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك أبدا (٢).

قال ابن إسحاق فيما رواه عنه يونس: ثم قال أبو طالب في ذلك شعرا.

والله لن يصلوا إليك بجمعهم … حتى أوسد في التراب دفينا

فامض لأمرك ما عليك غضاضة … أبشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وزعمت أنك ناصحي … فلقد صدقت وكنت قدما أمينا

وعرضت دينا قد عرفت بأنه … من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة … لوجدتني سمحا بذاك مبينا

وقال الحارث بن عبيد: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله يحرس حتى نزلت: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: ٦٧]، فأخرج رأسه من القبة فقال لهم: "أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله".

وقال محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عباد الدؤلي، قال:


(١) حسن: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" "٤/ ١/ ٥١"، وابن عساكر "١١/ ٣٦٣/ ١" و"١٩/ ١١/ ٢٠١" من طريق يونس بن بكير، به.
(٢) ضعيف: أخرجه ابن إسحاق كما في سيرة هشام "١/ ١٨٦" ط. دار الحديث، وإسناده ضعيف لإعضاله، يعقوب بن عتبة من ثقات أتباع التابعين، مات سنة "١٢٨ هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>