يحيى الحماني حدثنا حماد عن الأزرق بن قيس قال كنا على شاطئ نهر بالأهواز فجاء أبو برزة يقود فرساً فدخل في صلاة العصر فقال رجل انظروا إلى هذا الشيخ وكان انفلت فرسه فاتبعها في القبلة حتى أدركها فأخذ بالمقود ثم صلى قال فسمع أبو برزة قول الرجل فجاء فقال ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله ﷺ غير ذلك إني شيخ كبير ومنزلي متراخ ولو أقبلت على صلاتي وتركت فرسي ثم ذهبت أطلبها لم آت أهلي إلا في جنح الليل لقد صحبت رسول الله ﷺ فرأيت من يسره. فأقبلنا نعتذر مما قال الرجل.
وكذا رواه شعبة عن الأزرق قال: كنت مع أبي برزة بالأهواز فقام يصلي العصر وعنان فرسه بيده فجعلت ترجع وجعل أبو برزة ينكص معها قال ورجل من الخوارج يشتمه فلما فرغ قال إني غزرت مع رسول الله ﷺ ستاً أو سبعاً وشهدت تيسيره.
همام عن ثابت البناني أن أبا برزة كان يلبس الصوف فقيل له: إن أخاك عائذ بن عمرو يلبس الخز قال ويحك ومن مثل عائذ فانصرف الرجل فأخبر عائذاً فقال: ومن مثل أبي برزة!؟ قلت: هكذا كان العلماء يوقرون أقرانهم. عن أبي برزة قال: كنا نقول في الجاهلية من أكل الخمير سمن فأجهضنا القوم (٤٤٧) يوم خيبر عن خبزة لهم فجعل أحدنا يأكل منه الكسرة ثم يمس عطفيه هل سمن. وقيل: كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية للأرامل واليتامى والمساكين.
وكان يقوم إلى صلاة الليل فيتوضأ ويوقظ أهله ﵁. وكان يقرأ بالستين إلى المئة.
يقال: مات أبو برزة بالبصرة. وقيل: بخراسان وقيل بمفازة بين هراة وسجستان وقيل شهد صفين مع علي.
يقال: مات قبل معاوية في سنة ستين. وقال الحاكم توفي سنة أربع وستين.
وقال ابن سعد: مات بمرو. قيل: كان أبو برزة وأبو بكرة متواخيين.
(٤٤٧) أجْهَضْنا القوم: أي نحيناهم وأزلناهم وأعجلناهم وغلبناهم.