للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعاً نحوه.

ابن جريج: حدثنا ابن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القران فقرأته كله في ليلة فقال رسول الله : "اقرأه في شهر" قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال: "اقرأه في عشرين قلت يا رسول دعني أستمتع قال: "اقرأه في سبع ليال". قلت: دعني يا رسول الله أستمتع قال: فأبى (٥٠٨). رواه النسائي.

وصح أن رسول الله نازله إلى ثلاث ليال ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث وهذا كان في الذي نزل من القرآن ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القران كله في أقل من ثلاث فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك ولو تلا ورتل في أسبوع ولازم ذلك لكان عملاً فاضلاً فالدين يسر فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة والضحى وتحية المسجد مع الأذكار المأثورة الثابتة والقول عند النوم واليقظة ودبر المكتوبة والسحر مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصاً لله مع الأمر بالمعروف وإرشاد الجاهل وتفهيمه وزجر الفاسق ونحو ذلك مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان مع أداء الواجب واجتناب الكبائر وكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة وصلة الرحم والتواضع والإخلاص في جميع ذلك لشغل عظيم جسيم ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين فإن سائر ذلك مطلوب فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم فقد خالف الحنيفية السمحة ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه (٥٠٩).

هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ: ليتني قبلت رخصة رسول الله (٥١٠)


(٥٠٨) صحيح: فقد ورد في البخاري (٥٠٥٤)، ومسلم (١١٥٩) (١٨٤) من طريق أبي سلمة عن عبد اللَّه ابن عمرو قال قال لى رسول اللَّه : "اقرأ القرآن في شهر، قلت: إنِّي أجدُ قوَّةَ، حتى قال: فاقرأهُ في سبع ولا تزد على ذلك".
(٥٠٩) صحيح: أخرجه أبو داود (١٣٩٤)، والترمذي (٢٩٥٠)، وابن ماجه (١٣٤٧) والدارمي (١/ ٣٥٠) وأحمد (٢/ ١٩٥) من طرق عن قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد للَّه بن الشِّخِّير، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه : "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث".
(٥١٠) صحيح: أخرجه البخاري (١٩٧٥) من طريق يحيى بن أبي كثير قال: حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثنى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص به في حديث طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>