حجاج بن محمد، عن ابن جريج، حدثني محمد بن طلحة، عن معاوية، أنه قال على المنبر: حدثني الضحاك بن قيس -وهو عدل على نفسه، أنَّ رسول الله ﷺ قال:"لا يزال والٍ من قريش على الناس".
وقال علي بن جدعان: عن الحسن، أنَّ الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم -حين مات يزيد: أما بعد، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول:"إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الدخان، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه"، وإن يزيد قد مات، وأنتم إخواننا، فلا تسبقونا بشيء حتى نختار لأنفسنا (١).
قال الزبير بن بكار: كان الضحاك بن قيس مع معاوية، فولاه الكوفة، وهو الذي صلى على معاوية، وقام بخلافته حتى قدم يزيد، ثم بعده دعا إلى ابن الزبير، وبايع له، ثم دعا إلى نفسه، وفي بيت أخته فاطمة اجتمع أهل الشورى، وكانت نبيلة.
وذكره مسلم أنه بدريّ، فغلط.
وقال شباب: مات زياد بن أبيه سنة ثلاث وخمسين بالكوفة، فولاها معاوية الضحاك، ثم صرفه، وولاه دمشق، وولَّى الكوفة ابن أم الحكم، فبقي الضحاك على دمشق حتى هلك يزيد.
وقيل: إن الضحاك خطب بالكوفة قاعدًا.
وكان جوادًا، لبس بردًا تساوي ثلاث مائة دينار، فساومه رجل به، فوهبه له، وقال: شحّ بالمرء أن يبيع عطافه.
قال الليث: أظهر الضحاك بيعة ابن الزبير بدمشق، ودعا له، فسار عامَّة بني أمية وحشمهم، فلحقوا بالأردن، وسار مروان وبنو بحدل إلى الضحاك.
ابن سعد: أخبرنا المدائني، عن خالد بن يزيد، عن أبيه، وعن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، وغيره، أن معاوية بن يزيد لما مات دعا النعمان بن بشير بحمص إلى ابن الزبير، ودعا زفر بن الحارث أمير قنسرين إلى ابن الزبير، ودعا إليه بدمشق الضحّاك سرًّا لمكان بني أمية وبني كلب. وبلغ حسان بن بحدل وهو بفلسطين، وكان هواه في خالد بن يزيد، فكتب إلى الضحاك يعظم حق بني أمية، ويذم ابن الزبير، وقال للرسول: إن قرأ الكتاب،
(١) ضعيف: أخرجه أحمد "٣/ ٤٥٣"، وابن سعد "٧/ ٤١٠" وفيه: علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.