للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي حثمة العدوية، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري، وسهيل بن بيضاء، وهو سهيل بن وهب الحارثين، فكانوا أول من هاجر إلى الحبشة.

قال: ثم خرج جعفر بن أبي طالب، وتتابع المسلمون إلى الحبشة. ثم سمى ابن إسحاق جماعتهم، وقال: فكان جميع من لحق بأرض الحبشة، أو ولد بها، ثلاثة وثمانين رجلا، فعبدوا الله وحمدوا جوار النجاشي، فقال عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي:

يا راكبا بلغن عني مغلغلة … من كان يرجو بلاغ الله والدين

كل امرئ من عباد الله مضطهد … ببطن مكة مقهور ومفتون

أنا وجدنا بلاد الله واسعة … تنجي من الذل والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذل الحياة وخز … ي في الممات وعيب غير مأمون

إنا تبعنا نبي الله واطرحوا … قول النبي وعالوا في الموازين

فاجعل عذابك في القوم الذي بغوا … وعائذ بك أن يعلوا فيطغوني

وقال عثمان بن مظعون يعاتب أمية بن خلف ابن عمه، وكان يؤذيه:

أتيم بن عوف والذي جاء بغضة … ومن دونه الشرمان والبرك أكتع

أأخرجتني من بطن مكة أيمنا … وأسكنتني في سرح بيضاء نقذع

تريش نبالا لا يواتيك ريشها … وتبري نبالا ريشها لك أجمع

وحاربت أقواما كراما أعزة … وأهلكت أقواما بهم كنت تفزع

ستعلم إن نابتك يوما ملمة … وأسلمك الأرياش ما كنت تصنع

وقال موسى بن عقبة: ثم إن قريشا ائتمروا واشتد مكرهم، وهموا بقتل رسول الله أو إخراجه، فعرضوا على قومه أن يعطوهم ديته ويقتلوه، فأبوا حمية. ولما دخل رسول الله شعب بني عبد المطلب، أمر أصحابه بالخروج إلى الحبشة فخرجوا مرتين؛ رجع الذين خرجوا في المرة الأولى حين أنزلت سورة "النجم"، وكان المشركون يقولون: لو كان محمد يذكر آلهتنا بخير قررناه وأصحابه، ولكنه لا يذكر من حالفه من اليهود والنصارى بمثل ما يذكر به آلهتنا من الشتم، والشر. وكان رسول الله يتمنى هداهم، فأنزلت: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ [النجم: ١٩، ٢٠]، فألقى الشيطان عندها كلمات "وإنهن الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن ترتجى" فوقعت في قلب كل مشرك بمكة، وذلت بها

<<  <  ج: ص:  >  >>