للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان فارس قريش في زمانه، وله مواقف مشهودة. قيل: إنه شهد اليرموك وهو مراهق، وفتح المغرب، وغزو القسطنطينية، ويوم الجمل مع خالته.

وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربع وستين، وحكم على الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان، وبعض الشام، ولم يستوسق له الأمر، ومن ثَمَّ لم يعده بعض العلماء في أمراء المؤمنين، وعد دولته زمن فرقة، فإن مروان غلب على الشام ثم مصر، وقام عند مصرعه ابنه عبد الملك بن مروان، وحارب ابن الزبير، وقتل ابن الزبير ، فاستقلَّ بالخلافة عبد الملك وآله، واستوسق لهم الأمر إلى أن قهرهم بنو العباس بعد ملك ستين عامًا.

قيل: إن ابن الزبير أدرك من حياة رسول الله ثمانية أعوام وأربعة أشهر، وكان ملازمًا للولوج على رسول الله؛ لكونه من آله، فكان يتردَّد إلى بيت خالته عائشة.

شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وزوجته فاطمة قالا: خرجت أسماء حين هاجرت حبلى، فنَفِسَت بعبد الله بقباء، قالت أسماء: فجاء عبد الله بعد سبع سنين؛ ليبايع النبي بذلك أبوه الزبير، فتبسَّم النبي حين رآه مقبلًا، ثم بايعه.

حديث غريب، وإسناده قوي (١).

قال الواقدي: عن مصعب بن ثابت، عن يتيم عروة أبي الأسود قال: لما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم، فقالوا: سحرتنا يهود، حتى كثرت القالة في ذلك، فكان أول مولود ابن الزبير، فكبَّر المسلمون تكبيرة واحدة حتى ارتجت المدينة، وأمر النبي أبا بكر فأذَّن في أذنيه بالصلاة (٢).

وقال مصعب بن عبد الله؛ عن أبيه، قال: كان عارضا ابن الزبير خفيفين، فما اتصلت لحيته حتى بلغ الستين.

وفي البخاري، عن عروة أنَّ الزبير أركب ولده عبد الله يوم اليرموك فرسًا وهو ابن عشر سنين، ووكَّل به رجلًا (٣).

التبوذكي: حدثنا هنيد بن القاسم، سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير: سمعت أبي


(١) صحيح: أخرجه مسلم "٢١٤٦" "٢٥".
(٢) ضعيف جدًّا: في إسناده الواقدي، وهو متروك -كما ذكرنا ذلك مرارًا، وهو مرسل.
(٣) صحيح: أخرجه البخاري "٣٩٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>