للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عون: رأيت على أنس مطرف خز، وعمامة خز، وجبة خز.

روى عبد الله بن سالم الأشعري، عن أزهر بن عبد الله، قال: كنت في الخيل الذين بيتوا أنس بن مالك، وكان فيمن يؤلب على الحجَّاج، وكان مع ابن الأشعث، فأتوا به الحجاج، فوسم في يده: عتيق الحجاج.

قال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك: قد خدمت رسول الله تسع سنين، وإن الحَجَّاج يعرِّض بي حَوَكة البصرة، فقال: يا غلام! اكتب إلى الحَجَّاج: ويلك، قد خشيت أن لا يصلح على يدي أحد، فإذا جاءك كتابي فقم إلى أنس حتى تعتذر إليه، فلمَّا أتاه الكتاب قال للرسول: أمير المؤمنين كتب بما هنا? قال: إي والله، وما كان في وجهه أشد من هذا، قال: سمعًا وطاعة، وأراد أن ينهض إليه، فقلت: إن شئت أعلمته، فأتيت أنس بن مالك فقلت: ألَا ترى قد خافك، وأراد أن يجيء إليك، فقم إليه، فأقبل أنس يمشي حتى دنا منه، فقال: يا أبا حمزة غضبت? قال: نعم، تعرضني بحوكة البصرة? قال: إنما مثلي ومثلك كقول الذي قال: "إياك أعني واسمعي يا جارة" أردت أن لا يكون لأحد عليّ منطق.

وروى عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: كان أنس بن مالك أبرص، وبه وضح شديد، ورأيته يأكل فيلقم لقمًا كبارًا.

قال حميد: عن أنس يقولون: لا يجتمع حب علي وعثمان في قلب، وقد جمع الله حبهما في قلوبنا.

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري عن أمه: أنَّها رأت أنسًا متخلقًا بخلوق، وكان به برص، فسمعني وأنا أقول لأهله: لهذا أجلد من سهل بن سعد، وهو أسنّ من سهل. فقال: إن رسول الله دعا لي.

قال أبو اليقظان: مات لأنس في طاعون الجارف (١) ثمانون ابنًا. وقيل: سبعون.

وروى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال: ضعف أنس عن الصوم، فصنع جفنة من ثريد، ودعا ثلاثين مسكينًا فأطعمهم.

قلت: ثبت مولد أنس قبل عام الهجرة بعشر سنين.


(١) كان طاعون الجارف بالبصرة سنة ٦٩ هـ. قال المدائني: حدَّثني من أدرك ذلك قال: كان ثلاثة أيام، فمات فيها نحو مائتي ألف نفس. وقال غيره: مات في طاعون الجارف لأنس من أولاده وأولادهم سبعون نفسًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>