للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحُجْر بن حُجْر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه: ﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ [التوبة: ٩٢]، فسلَّمنا وقلنا: أتينا زائرين وعائدين ومقتبسين. فقال: صلى بنا رسول الله الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقيل: يا رسول الله، كأنَّ هذه موعظة مودَّع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسَّكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (١).

رواه ابن المديني، عن الوليد، وزاد: قال الوليد: فذكرته لعبد الله بن زبر، فقال: حدثني به يحيى بن أبي المطاع، أنه سمعه من العرباض. ورواه بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد، عن عبد الرحمن وحده.

ابن وهب: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن رويم، عن العرباض بن سارية -وكان يحب أن يقبض، فكان يدعو: اللهم كبرت سني، ووهن عظمي، فاقبضني إليك. قال: فبينا أنا يومًا في مسجد دمشق أصلي وأدعو أن أقبض؛ إذ أنا بفتًى من أجمل الرجال، وعليه دواج أخضر، فقال: ما هذا الذي تدعو به؟ قلت: كيف أدعو يا ابن أخي؟ قال: قل: اللهم حسِّن العمل وبلغ الأجل. فقلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا رتبابيل الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين. ثم التفت فلم أر أحدًا.

قال أحمد بن حنبل: كنية العرباض: أبو نجيح.

وقال محمد بن عوف: منزله بحمص عند قناة الحبشة، وهو وعمرو بن عبسة، كلّ منهما يقول: أنا ربع الإسلام، لا يدري أيهما أسلم قبل صاحبه.

قلت: لم يصح أن العرباض قال ذلك.

فروى إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: قال عتبة ابن عبد: أتينا النبي سبعة من بني سلمي، أكبرنا العرباض بن سارية، فبايعناه.

إسماعيل بن عياش: حدثنا أبو بكر بن عبد الله، عن حبيب بن عبيد، عن العرباض، قال: لولا أن يقال: فعل أبو نجيح؛ لألحقت مالي سُبْلةً، ثم لحقت واديًا من أودية لبنان، عبدت الله حتى أموت.

شعبة، عن أبي الفيض؛ سمع أبا حفص الحمصي يقول: أعطى معاوية المقداد حمارًا من المغنم، فقال له العرباض بن سارية: ما كان لك أن تأخذه، ولا له أن يعطيك، كأني بك في النار تحمله، فرَدَّه.

قال أبو مسهر، وغيره: توفي العرباض سنة خمس وسبعين.


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٤/ ١٢٦ - ١٢٧"، وأبو داود "٤٦٠٧"، والآجري في "الشريعة" "ص ٤٦"، وابن أبي عاصم "٣٢" و"٥٧" من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ثور بن يزيد، به.
وأخرجه الترمذي "٢٦٧٦"، والطحاوي في "مشكل الآثار" "٢/ ٦٩"، وابن أبي عاصم "٥٤"، والدارمي "١/ ٤٤"، والآجري "٤٧" من طرق عن ثور بن يزيد، به ولم يذكروا حُجْر بن حُجْر.

<<  <  ج: ص:  >  >>