للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من شيعة الإمام عليّ. مولده: بعد الهجرة.

رأى النبي وهو في حجة الوداع، وهو يستلم الركن بمحجنه، ثم يقبل المحجن (١).

وروى عن: أبي بكر، وعمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وابن مسعود، وعلي.

حدث عنه: حبيب بن أبي ثابت، والزهري، وأبو الزبير المكيّ، وعلي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن خثيم، ومعروف بن خربوذ، وسعيد الجريري، وفطر بن خليفة، وخلق سواهم.

قال معروف: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت رسول الله وأنا غلام شاب، يطوف بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

وقال محمد بن سلام الجمحي، عن عبد الرحمن الهمداني، قال: دخل أبو الطفيل على معاوية، فقال: ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليًّا؟ قال: ثكل العجوز المقلات (٢) والشيخ الرقوب. قال: فكيف حبك له؟ قال: حب أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير.

وروي عن أبي الطفيل، قال: أدركت من حياة رسول الله ثمان سنين.

وقيل: إنه كان ينشد:

وخلَّفت سهمًا في الكنانة واحدًا … سيُرْمَى به أو يكسر السهم كاسره

وقيل: إن الطفيل كان حامل راية المختار لما ظهر بالعراق، وحارب قتلة الحسين.

وكان أبو الطفيل ثقة فيما ينقله، صادقًا عالمًا، شاعرًا فارسًا، عمَّر دهرًا طويلًا، وشهد مع علي حروبه.

قال خليفة: وأقام بمكة حتى مات سنة مائة، أو نحوها -كذا قال. ثم قال: ويقال: سنة سبع ومائة.

وقال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مبارك، عن كثير بن أعين، قال: أخبرني أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة.

وقال وهب بن جرير: سمعت أبي يقول: كنت بمكة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازة، فسألت عنها، فقالوا: هذا أبو الطفيل.

قلت: هذا هو الصحيح من وفاته لثبوته، ويعضده ما قبله، ولو عمَّر أحد بعده كما عمَّر هو بعد النبي لعاش إلى سنة بضع ومائتين.


(١) صحيح: أخرجه مسلم "١٢٧٥".
(٢) المقلات: التي لم يبق لها ولد. والرقوب كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>