للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما حديث ابن مسعود (١)، فيدل على أن سؤال اليهود عن الروح كان بالمدينة.

ولعله ﷺ سئل مرتين.

وقال جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سأل أهل مكة رسول الله ﷺ أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعوا فيها. فقال الله: إن شئت آتيناهم ما سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من كان قبلهم، وإن شئت أن أستأني بهم. لعلنا نستحيي منهم، وأنزل الله: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الإسراء: ٥٩]، حديث صحيح (٢). ورواه سلمة بن كهيل، عن عمران، عن ابن عباس، وروي عن أيوب، عن سعيد بن جبير.


(١) حديث ابن مسعود: أخرجه البخاري "٤٧٢١"، ومسلم "٢٧٩٤" حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: بينما أنا أمشي مع النبي ﷺ في حرث وهو متكئ على عسيب، إذ مر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح. فقالوا: ما رابكم إليه؟ لا يستقبلكم بشيء تكرهونه. فقالوا: سلوه. فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح. قال: فأسكت النبي ﷺ فلم يرد عليه شيئا. فعلمت أنه يوحى إليه، قال: فقمت مكاني. فلما نزل الوحي قال: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥].
(٢) صحيح على شرط الشيخين: أخرجه أحمد "١/ ٢٥٨"، والبزار "٢٢٢٥" كشف الأستار، والنسائي في "الكبرى" "١١٢٩٠"، وابن جرير في "تفسيره" "١٥/ ١٠٨"، والحاكم "٢/ ٣٦٢"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "٢/ ٢٧١" من طرق عن جرير بن عبد الحميد، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>