للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مزقه، ويقال: إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان، فأهدر دمه، وترحَّل قومها بها، فجاء وبقي يتمرَّغ في المحلة، ويقول:

أيا حرجات الحيّ حيث تحمَّلوا … بذي سَلَم لا جادُّكنَّ ربيع

وخيَّماتك اللاتي بمنعرَجِ اللوى … بلين بلىً لم تبلهنّ ربوع

وقيل: إن قومه حجوا به ليزور النبي ، ويدعو، حتى إذا كان بمنَى سمع نداء يا ليلى، فغشي عليه، وبكى أبوه، فأفاق يقول:

وداعٍ دعا إذ نحن بالخيف من منًى … فهيِّج أطراب الفؤاد ولم يدر

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما … أطار بليلى طائرًا كان في صدري

وجزعت هي لفراقه وضنيت، وقيل: إن أباه قيده، فبقي يأكل لحم ذراعيه، ويضرب بنفسه، فأطلقه، فهام في الفلاة، فوجِدَ ميتًا فاحتملوه إلى الحي وغسَّلوه ودفنوه، وكثر بكاء النساء والشباب عليه.

وقيل: إنه كان يأكل من بقول الأرض، وألفته الوحش، وكان يكون بنجد، فساح حتى حدود الشام.

وشعره كثير من أرق شيء وأعذبه، وكان في دولة يزيد وابن الزبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>