يقرئون الناس، ويعلمونهم السنة: علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروقًا، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.
وروى عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي: كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقًا، وكان مسروق لا يستشير شريحًا.
وروى شعبة، عن أبي إسحاق: حج مسروق، فلم ينم إلَّا ساجدًا على وجهه حتى رجع. وروى أنس بن سيرين، عن امرأة مسروق، قالت: كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه.
المثنى القصير، عن محمد بن المنتشر، عن مسروق، قال: كنت مع أبي موسى أيام الحكمين، فسطاطي إلى جانبه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية، فرفع أبو موسى رفرف فسطاطه وقال: يا مسروق! قلت: لبيك. قال: إن الإمارة ما أئتمر فيها، وإن الملك ما غلب عليه بالسيف.
مجالد، عن الشعبي، عن مسروق: قالت عائشة: يا مسروق، إنك من ولدي، وإنك لمن أحبهم إلي فهل لك علم بالمخدج (١).
قال أبو السفر: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
وقال الشعبي: لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة، قال: من أفضل الناس؟ قالوا له: مسروق. وقال ابن المديني أنا ما أقدم على مسروق أحدًا صلى خلف أبي بكر.
مجالد، عن الشعبي، قال مسروق: لأن أفتي يومًا بعدل وحق، أحب إلي من أن أغزو سنة.
قال إبراهيم بن محمد بن المنتشر: أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفًا، وهو يومئذ محتاج، فلم يقبلها. وقال أبو إسحاق السبيعي: زوج مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه، يجعلها في المجاهدين والمساكين.
الأعمش، عن أبي الضحى، قال: غاب مسروق عاملًا على السلسلة سنتين ثم قدم فنظر أهله في خرجه، فأصابوا فأسًا، فقالوا: غبت ثم جئتنا بفأس، بلا عود. قال: إنا لله، استعرناها، نسينا نردها.