قال ابن المبارك: قيل للأحنف: بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقيل: عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة وفيه قال الشاعر:
إذا الأبصار أبصرت ابن قيس … ظللن مهابة منه خشوعا
وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف، والشرف يتبعه.
وقيل للأحنف: إنك كبير، والصوم يضعفك. قال: إني أعده لسفر طويل. وقيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع أصبعه على المصباح، ثم يقول: حس (١). ويقول: ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.
مسلم بن إبراهيم: حدثنا أبو كعب صاحب الحرير، حدثنا أبو الأصفر: أن الأحنف استعمل على خراسان، فأجنب في ليلة باردة، فلم يوقظ غلمانه، وكسر ثلجًا واغتسل.
وقال عبد الله بن بكر المزني، عن مروان الأصفر، سمع الأحنف يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة: ذهبت عين الأحنف، فقال: ذهبت من أربعين سنة، ما شكوتها إلى أحد.
ابن عون، عن الحسن، قال: ذكروا عن معاوية شيئًا، فتكلموا والأحنف ساكت، فقال: يا أبا بحر، مالك لا تتكلم؟ قال: أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.
وعن الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر قال سليمان التيمي: قال الأحنف: ثلاث في ما أذكرهن إلَّا لمعتبر: ما أتيت باب سلطانإلَّا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحدًا بعد أن يقوم من عندي إلَّا بخير.
وعنه: ما نازعني أحد إلَّا أخذت أمري بأمور، إن كان فوقي عرفت له، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه.
وعنه، قال: لست بحليم، ولكني أتحالم.
وقيل: إن رجلًا خاصم الأحنف، وقال: لئن قلت واحدة، لتسمعن عشرًا. فقال: لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.
وقيل: إن رجلًا قال للأحنف: بم سدت؟ -وأراد أن يعيبه- قال الأحنف: بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
(١) كلمة تقال عند الألم.