قال مهدي بن ميمون: حدثنا غيلان بن جرير: أنه كان بينه وبين رجل كلام، فكذب عليه، فقال: اللهم إن كان كذابًا فأمته. فخر ميتًا مكانه. قال: فرفع ذلك إلى زياد، فقال: قتلت الرجل. قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجلًا.
وعن غيلان: أن مطرفًا كان يلبس المطارف والبرانس، ويركب الخيل، ويغشى السلطان، ولكنه إذا أفضيت إليه، أفضيت إلى قرة عين.
وكان يقول عقول الناس على قدر زمانهم.
وروى قتادة، عن مطرف بن عبد الله، قال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع.
قال يزيد بن عبد الله بن الشخير: مطرف أكبر مني بعشر سنين، وأنا أكبر من الحسن البصري بعشر سنين.
قلت: على هذا يقتضي أن مولد مطرف كان عام بدر، أو عام أحد ويمكن أن يكون سمع من عمر، وأبي.
قال ابن سعد: توفي المطرف في أول ولاية الحجاج.
قلت: بل بقي إلى أن خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بعد الثمانين. وأما عمرو بن علي، والترمذي: فأرخا موته في سنة خمس وتسعين، وهذا أشبه.
وفي "الحلية": روى أبو الأشهب، عن رجل، قال مطرف بن عبد الله: لأن أبيت نائمًا وأصبح نادمًا، أحب إلي من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا.
قلت: لا أفلح والله من زكى نفسه، أو أعجبته.
وعن ثابت البناني، عن مطرف، قال: لأن يسألني الله -تعالى- يوم القيامة، فيقول؛ يا مطرف، إلَّا فعلت، أحب إلي من أن يقول: لم فعلت؟.
جرير بن حازم: حدثنا حميد بن هلال، قال: قال مطرف بن عبد الله: إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان، فإن استشلاه ربه واستنفذه، نجا، وإن تركه والشيطان ذهب به.
جعفر بن سليمان: حدثنا ثابت، قال: مطرف: لو أخرج قلبي فجعل في يساري وجيء بالخير فجعل في يميني ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئًا حتى يكون الله يضعه.