أولها ومن رأسي، ووسطها من وسطي، وآخرها من قدمي، وقد صورت تشفع لي، فهذه ثوابية تحرسني.
وعن محمد بن واسع، قال: كان مطرف يقول: اللهم أرض عنا، فإن لم ترض عنا، فاعف عنا، فإنا المولى قد يعفو عن عبده، وهو عنه غير راض.
وعن مطرف: أنه قال لبعض إخوانه: يا أبا فلان، إذا كانت لك حاجة، فلا تكلمني، واكتبها في رقعة، فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال.
روى أبو التياح، عن يزيد بن عبد الله: أن أخاه أوصى أن لا يؤذن بجنازته أحدًا. وكان يزيد أخو مطرف من ثقات التابعين، عاش بعد أخيه أعوامًا.
ابن أبي عروبة: عن قتادة، عن مطرف، قال: لقيت عليًا ﵁ فقال لي: يا أبا عبد الله، ما بطأ بك؟ أحب عثمان؟ ثم قال: لئن قلت ذاك، لقد كان أوصلنا للرحم وأتقانًا للرب.
وقال مهدي بن ميمون: قال مطرف: لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
وقال ابن عيينة: قال مطرف بن عبد الله: ما يسرني أني كذبت كذبة وأن لي الدنيا وما فيها.
وقال أبو نعيم: حدثنا عمارة بن زاذان، قال: رأيت على مطرف بن الشخير مطرف خز أخذه بأربعة آلاف درهم.
وقال حميد بن هلال: أتت الحرورية مطرف بن عبد الله يدعونه إلى رأيهم، فقال: يا هؤلاء، لو كان لي نفسان، بايعتكم بإحداهما، وأمسكت الأخرى، فإن كان الذي تقولون هدى، أتبعتها الأخرى، وإن كان ضلالة، هلكت نفس وبقيت لي نفس، ولكن هي نفس واحدة لا أغرر بها.
قال قتادة: قال مطرف: لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر.
قال سليمان بن المغيرة: كان مطرف إذا دخل بيته، سبحت معه آنية بيته.
وقال سليمان بن حرب: كان مطرف مجاب الدعوة، قال لرجل: إن كنت كذبت فأرنا به فمات مكانه.
وقال مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، قال: حبس السلطان ابن أخي مطرف، فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازًا، وقال: أستكين لربي، لعله أن يشفعني في ابن أخي.
قال خليفة بن خياط: مات مطرف سنة ست وثمانين. وقيل في وفاته غير ذلك كما مضى.