للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجاءت، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام. فأقمت ثلاثًا، ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس، وأحفظ الناس لكتاب الله، وأعلمهم بسنة رسول الله وأعرفهم بحق زوج. فمكثت شهرًا لا آتي سعيد بن المسيب، ثم أتيته وهو في حلقته، فسلمت فرد علي السلام، ولم يكلمني حتى تقوض المجلس. فلما لم يبقى غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خير يا أبا محمد على ما يحب الصديق، ويكره العدو. قال: إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم.

قال أبو بكر بن أبي داود: ابن أبي وداعة هو كثير بن المطلب بن أبي وداعة.

قلت: هو سهمي، مكي، روى عن: أبيه المطلب، أحد مسلمة الفتح. وعنه: ولده، جعفر بن كثير وابن حرملة.

تفرد بالحكاية: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وعلى ضعفه قد احتج به مسلم.

قال عمرو بن عاصم: حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا عمران بن عبد الله، قال: زوج سعيد بن المسيب بنتًا له من شاب من قريش، فلما أمست، قال لها: شدي عليك ثيابك، واتبعيني ففعلت، ثم قال: صلي ركعتين. فصلت: ثم أرسل إلى زوجها، فوضع يدها في يده وقال انطلق بها فذهب بها فلما رأتها أمه، قالت: من هذه قال: امرأتي. قالت: وجهي من وجهك حرام إن أفضيت إليها حتى أصنع بها صالح ما يصنع بنساء قريش فأصلحتها ثم بنى بها.

ومن معرفته بالتعبير:

قال الواقدي: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر الصديق وأخذته أسماء عن أبيها ثم ساق الواقدي عدة منامات منها:

حدثنا موسى بن يعقوب، عن الوليد بن عمرو بن مسافع، عن عمر بن حبيب بن قليع، قال: كنت جالسًا عند سعيد بن المسيب يومًا، وقد ضاقت بي الأشياء، ورهقني دين فجاءه رجل فقال رأيت كأني أخذت عبد الملك ابن مروان، فأضجعته إلى الأرض وبطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد قال: ما أنت رأيتها. قال: بلى قال لا أخبرك أو تخبرني. قال: ابن الزبير رآها، وهو بعثني إليك. قال: لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك، وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة. قال: فرحلت إلى عبد الملك بالشام فأخبرته فسر، وسألني عن سعيد وعن حاله، فأخبرته، وأمر بقضاء ديني وأصبت منه خيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>