وعاء لنا عام أول شيء من الشعير، فما أدري بقي منه شيء أم لا. فأخذته، فنفضته، فاستخرجت منه ملء كف من شعير، ورضخته بين حجرين، وألقيته والكراع في برمة لنا، ثم قمت إلى بعير ففصدته إناء من دم، وأوقدت تحته ثم أخذ عوادًا، فلبكته به لبكًا شديدًا حتى أنضجته، ثم أكلنا. فقال له رجل: وكيف طعم الدم؟ قال: حلو.
محرز بن عون: حدثنا يوسف بن عطية، عن أبيه: دخلت على أبي رجاء، فقال: بعث النبي ﷺ وكان لنا صنم مدور، فحملناه على قتب، وتحولنا، ففقدنا الحجر، انسل فوقع في رمل فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غب فيه فاستخرجته، فكان ذلك أول إسلامي. فقلت: إن إلهًا لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء، وإن العنز لتمنع حياها بذنبها. فكان ذلك أول إسلامي. فرجعت إلى المدينة، وقد توفي النبي ﷺ.
قال عمارة المعولي: سمعت أبا رجاء يقول: كنا نعمد إلى الرمل، فنجمعه، ونحلب عليه، فنعبده وكنا نعمد إلى الحجر الأبيض، فنعبده.
قال أبو الأشهب: كان أبو رجاء العطاردي يختم بنا في قيام لكل عشرة أيام.
قال ابن عبد البر، وغيره: مات أبو رجاء سنة خمس ومائة، وله أزيد من مائة وعشرين سنة وقال غير واحد من المؤرخين: مات سنة سبع ومائة. وقيل: سنة وثمان.