للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان له جلالة عجيبة وحق له والله ذلك فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله قد اشتهرت قصيدة الفرزدق وهي سماعنا أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه وإذا دنا علي بن الحسين من الحجر تفرقوا عنه إجلالاً له فوجم لها هشام وقال من هذا فما أعرفه فأنشأ الفرزدق يقول:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته … والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم … هذا التقي النقي الطاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها … إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته … ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياء ويغضى من مهابته … فما يكلم إلا حين يبتسم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله … بجده أنبياء الله قد ختموا

وهي قصيدة طويلة قال فأمر هشام بحبس الفرزدق فحبس بعسفان وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال اعذر أبا فراس فردها وقال ما قلت ذلك إلا غضباً لله ولرسوله فردها إليه وقال بحقي عليك لما قبلتها فقد علم الله نيتك ورأى مكانك فقبلها وقال في هشام:

أيحبسني بين المدينة والتي … إليها قلوب الناس يهوي منيبها

يقلب رأساً لم يكن رأس سيد … وعينين حولاوين باد عيوبها

وكانت أم علي من بنات ملوك الأكاسرة تزوج بها بعد الحسين مولاه زييد فولدت له عبد الله بن زييد بياءين قاله ابن سعد وقيل هي عمة أم الخليفة يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

قال الواقدي وأبو عبيد والبخاري والفلاس مات سنة أربع وتسعين وروي ذلك عن جعفر الصادق وقال يحيى أخو محمد بن عبد الله بن حسن مات في رابع عشر ربيع الأول ليلة الثلاثاء سنة أربع وقال أبو نعيم وشباب وتوفي سنة اثنتين وتسعين

<<  <  ج: ص:  >  >>