فنزل عبد الملك عن السرير فسجد فكتب إليه الحجاج إن عروة قد خرج والأموال عنده قال فقال عبد الملك في ذلك فقال ما تدعون الرجل حتى يأخذ سيفه فيموت كريماً فلما رأى ذلك كتب إلى الحجاج أن أعرض عن ذلك.
قال ابن خلكان هو الذي حفر بئر عروة بالمدينة وما بالمدينة أعذب من مائها. جرير عن هشام بن عروة قال ما سمعت أحداً من أهل الأهواء يذكر أبي بسوء.
قال أحمد بن عبد الله العجلي عروة بن الزبير تابعي ثقة رجل صالح لم يدخل في شيء من الفتن. وقال ابن خراش ثقة. قال معاوية بن إسحاق عن عروة قال ما بر والده من شد الطرف إليه.
عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال سقط أخي محمد وأمه بنت الحكم بن أبي العاص من أعلى سطح في إصطبل الوليد فضربته الدواب بقوائمها فقتلته فأتى عروة رجل يعزيه فقال إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها قال بل أعزيك بمحمد ابنك قال وما له فأخبره فقال اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء وأخذت ابنا وتركت أبناء فلما قدم المدينة أتاه ابن المنكدر فقال كيف كنت قال:"لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" الكهف ٦٣،.
قال الزبير بن بكار حدثني غير واحد أن عيسى بن طلحة جاء إلى عروة حين قدم فقال عروة لبعض بنيه اكشف لعمك رجلي ففعل فقال عيسى إنا والله يا أبا عبد الله ما أعددناك للصراع ولا للسباق ولقد أبقى الله منك لنا ما كنا نحتاج إليه رأيك وعلمك فقال ما عزاني أحد مثلك.
قال ابن خلكان كان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة فقال والله ما بك حاجة إلى المشي ولا أرب في السعي وقد تقدمك عضو من أعضاءك وابن من أبنائك إلى الجنة والكل تبع للبعض إن شاء الله وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء من علمك ورأيك والله ولي ثوابك والضمين بحسابك.
قال الزبير توفي عروة وهو ابن سبع وستين سنة. قال ابن المديني وأبو نعيم وشباب مات عروة سنة ثلاث وتسعين.
وقال الهيثم والواقدي وأبو عبيد ويحيى بن معين والفلاس سنة أربع وتسعين.