قلت أنا وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل فاعلم أنه أبو جهل وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر أو قد حل فيه فإن جبنت منه فاهرب وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه.
أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا محمد بن عمر القاضي أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأنا جعفر الفريابي حدثنا عبيد الله القواريري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال دخل عمر بن عبد العزيز على أبي قلابة يعوده فقال له يا أبا قلابة تشدد لا يشمت بنا المنافقون.
روى الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر قال قيل لعبد الملك بن مروان هذا أبو قلابة قال ما أقدمه قالوا متعوذاً من الحجاج أراده على القضاء فكتب إلى الحجاج بالوصاة به فقال أبو قلابة لن أخرج من الشام.
قال أبو حاتم لا يعرف لأبي قلابة تدليس. قلت معنى هذا أنه إذا روى شيئاً عن عمر أو أبي هريرة مثلاً مرسلاً لا يدري من الذي حدثه به بخلاف تدليس الحسن البصري فإنه كان يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم كعلي بن زيد تلميذه.
ويروى أن أبا قلابة عطش وهو صائم فأكرمه الله لما دعا بأن أظلته سحابة وأمطرت على جسده فذهب عطشه.
قال سلمة بن واصل مات أبو قلابة ﵀ بالشام فأوصى بكتبه لأيوب السختياني فحملت إليه وقال أيوب فلما جاءتني الكتب أخبرت ابن سيرين وقلت له أحدث منها قال نعم ثم قال لا آمرك ولا أنهاك.
وقيل إن أيوب وزن كراء حملها بضعة عشر درهماً فقال حماد بن زيد جيء بها في عدل راحلة. وقد أخبرني عبد المؤمن شيخنا أن أبا قلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه أريد على القضاء فهرب إلى الشام فمات بعريش مصر سنة أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.
وكذا أرخ موته شباب وأبو عبيد وقال الواقدي سنة أربع أو خمس ومئة. وقال يحيى بن معين مات سنة ست أو سبع ومئة وقال الهيثم بن عدي مات سنة سبع.