للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك" (١).

وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: سمعت ربيعة بن عباد يحدث أبي، قال: إني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله يقف على القبائل من العرب، يقول: "يا بني فلان إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوه لا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وأن تؤمنوا وتصدقوني وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به". قال: وخلفه رجل أحول وضيء، له غديرتان، عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله من قوله قال: يا بني فلان إن هذا إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحي من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه. فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا عمه عبد العزى أبو لهب.

وحدثني ابن شهاب أنه أتى كندة في منازلهم، وفيهم سيد لهم يقال له مليح، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فأبوا عليه.

وحدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين، أنه أتى كلبا في منازلهم، إلى


(١) ضعيف: أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" -كما في "سيرة ابن هشام"، "٢/ ٤٧ - ٤٨" ومن طريقه الطبري في "تاريخه"، "١/ ٥٥٤" قال حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي مرسلا.
قلت: إسناده ضعيف لإرساله، محمد بن كعب القرظي، تابعي من الطبقة الثالثة، ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال ولد في عهد النبي ، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك.
وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، "١٩٠١"، والطبراني في "الكبير" مختصرا من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج ماشيا على قدميه إلى الطائف، فدعاهم إلى الله، فلم يجيبوه، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي". الحديث مع تغيير يسير في بعض ألفاظه.
وقال الهيثمي في "المجمع"، "٦/ ٣٥": "وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات".
قلت: فالحديث يرسف في أغلال الضعف، ولا فكاك له؛ فمداره على ابن إسحاق، وقد انفرد به، ولم يرو من غير طريقه.
وقوله "يتجهمني": أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه.
وقد ذكرت الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول حديث رقم "٢٠٥"ط. مكتبة الدعوة بالأزهر فراجعه ثمت إن شئت يسر الله طبع بقية مجلدات هذا الكتاب، وأكثر النفع به، وجعله في ميزان حسناتنا وسائر أعمالنا بكرمه ومنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>