قلت: إسناده ضعيف لإرساله، محمد بن كعب القرظي، تابعي من الطبقة الثالثة، ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال ولد في عهد النبي ﷺ، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك. وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، "١٩٠١"، والطبراني في "الكبير" مختصرا من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج ماشيا على قدميه إلى الطائف، فدعاهم إلى الله، فلم يجيبوه، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي". الحديث مع تغيير يسير في بعض ألفاظه. وقال الهيثمي في "المجمع"، "٦/ ٣٥": "وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات". قلت: فالحديث يرسف في أغلال الضعف، ولا فكاك له؛ فمداره على ابن إسحاق، وقد انفرد به، ولم يرو من غير طريقه. وقوله "يتجهمني": أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه. وقد ذكرت الحديث في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول حديث رقم "٢٠٥"ط. مكتبة الدعوة بالأزهر فراجعه ثمت إن شئت يسر الله طبع بقية مجلدات هذا الكتاب، وأكثر النفع به، وجعله في ميزان حسناتنا وسائر أعمالنا بكرمه ومنه.