ولا خير في عيش امرئ لم يكن له … من الله في دار القرار نصيب
فإن تعجب الدنيا أناسا فإنها … متاع قليل والزوال قريب
ومما روي له:
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم؟ … وكيف يطيق النوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لخرقت … مدامع عينيك الدموع السواجم
تسر بما يبلى وتفرح بالمنى … كما اغتر باللذات في اليوم حالم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة … وليلك نوم والردى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبه … كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وعن وهيب بن الورد قال كان عمر بن عبد العزيز يتمثل كثيراً بهذه:
يرى مستكينا وهو للهو ماقت … به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن الجهل كله … وما عالم شيئاً كمن هو جاهله
عبوس عن الجهال حين يراهم … فليس له منهم خدين يهازله
تذكر ما يبقى من العيش آجلاً … فأشغله عن عاجل العيش آجله
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمع عمير بن هانئ يقول دخلت على عمر بن عيد العزيز فقال لي كيف تقول في رجل رأى سلسلة دليت من السماء فجاء رسول الله ﷺ فتعلق بها فصعد ثم جاء أبو بكر فتعلق بها فصعد ثم جاء عمر فتعلق بها فصعد ثم جاء عثمان فتعلق بها فانقطعت فلم يزل حتى وصل ثم صعد ثم جاء الذي رأى هذه الرؤيا فتعلق بها فصعد فكان خامسهم قال عمير فقلت في نفسي هو هو ولكنه كنى عن نفسه قلت: يحتمل أن يكون الرجل عليا وما أمكن الرأي يفصح به لظهور النصب إذ ذاك.
قال معاوية بن يحيى: حدثنا أرطاة قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال وحرسيا إذا صليت وتنح عن الطاعون قال اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.
قال علي بن أبي حملة عن الوليد بن هشام قال لقيني يهودي فقال إن عمر بن عبد العزيز سيلي ثم لقيني آخر ولاية عمر فقال إن صاحبك قد سقي فمره فليتدارك نفسه فأعلمت عمر فقال قاتله الله ما أعلمه لقد علمت الساعة التي سقيت فيها ولو كان