المكحولي، ومحمد بن عبد الله الشعيثي، ومعاوية بن يحيى الصدفي، وهشام بن الغاز، وخلق سواهم، ذكرهم صاحب "التهذيب" شيخنا، وذكر فيهم: الهيثم بن حميد، فوهم وإنما روى عن أصحاب مكحول، وكان يفتي بقوله ويدريه.
واختلف في ولاء "مكحول: فقيل: مولى امرأة هذلية، وهو أصح وقيل: مولى امرأة أموية. وقيل: كان لسعيد بن العاص، فوهبه للهذلية فأعتقته وكان نوبيا. وقيل: من سبي كابل. وقيل: من الأبناء (١) ولم يملك وليس هذا بشيء وقيل: أصله من هراة، وهو: مكحول بن أبي مسلم شهراب بن شاذل بن سند بن شروان بن يزدك بن يغوث بن كسرى، وأن مكحولا سبي من كابل.
عداده في أوساط التابعين، من أقران الزهري. قال أبو مسهر: لم يسمع من عنبسة. وسئل أبو مسهر: هل سمع من الصحابة? قال: سمع من أنس. قال أبو حاتم: فقلت لأبي مسهر: هل سمع من أبي هند الداري يقول: سمعت النبي ﷺ؟ فكأنه لم يلتفت إلى ذلك، فقلت له: فواثلة بن الأسقع؟ قال: من? فقلت: حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة فكأنه أومأ برأسه.
قال ابن وهب، عن معاوية عن العلاء، عن مكحول، قال: دخلت على واثلة بن الأسقع. وقال أبو عيسى الترمذي: سمع من: واثلة وأنس وأبي هند. يقال: لم يسمع من أحد من الصحابة سوى هؤلاء الثلاثة.
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
قلت: هذا القول منه على سبيل المبالغة، لا على حقيقته.
أبو وهب الكلاعي: اسمه عبد الله بن عبيد فيما رواه: يحيى بن حمزة القاضي، عنه، عن مكحول، قال: عتقت بمصر فلم أدع بها علماإلَّا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق، فلم أدع بها علماإلَّا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدينة، فلم أدع بها علما إلَّا احتويت عليه، ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النفل، فلم أجد أحدًا يخبرني عنه، حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال له: زياد بن جارية جالسا على كرسي، فسألته
(١) الأبناء: تطلق على كل من ولد باليمن من أبناء الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف ذي يزن.