وقال يعقوب بن شيبة: روى مكحول عن: سعد بن أبي وقاص، وجماعة من الصحابة لم يسمع عنهم.
قال إسماعيل بن أمية: قال لي مكحول: عامة ما أحدثك فعن: سعيد بن المسيب، والشعبي. وقال تميم بن عطية: سمعت مكحولا يقول: اختلفتُ إلى شُريح ستة أشهر أسمع ما يقضي به. قال سعيد بن عبد العزيز: قال مكحول: ما استودعت صدري شيئا سمعته إلَّا وجدته حين أريد. ثم قال شعبة: كان مكحول أفقه أهل الشام.
قال سعيد: كان إذا سئل عن شيء، لا يجيب حتى يقول: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب. قال تميم بن عطية العبسي: كثيرا ما كان مكحول يسأل، فيقول: ندانم يعني: لا أدري.
قال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتا في العبادة من مكحول، وربيعة بن يزيد.
قلت: هذا هو ربيعة بن يزيد الدمشقي، القصير، أحد الأئمة الثقات، تابعي صغير. يروي عن: أنس، وعدة.
قال الأوزاعي، وغيره: عن مكحول: لأن أقدم فتضرب عنقي، أحب إلي من أن ألي القضاء، ولأن ألي القضاء، أحب إلي من أن ألي بيت المال.
وروى الأوزاعي، وسعيد، عنه، قال: إن يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم.
أبو المليح الرقي، عن أبي هريرة الشامي، قال: جلست إلى مكحول، فقال: بأي وجه تلقون ربكم وقد زهدكم في أمر، فرغبتم فيه، ورغبكم في أمر، فزهدتم فيه?
الوليد بن مسلم، عن سعيد: أن مكحولا أعطي مرة عشرة ألاف دينار، فكان يعطي الرجل من أصحابه خمسين دينارا ثمن الفرس.
الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مكحول في أصحابه، فلما رأيناه هممنا بالتوسعة له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث أدرك، يتعلم التواضع.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يؤخرون الصلاة زمن الوليد، ويستحلفون الناس: أنهم ما صلوا فأتى عبد الله بن أبي زكريا، فاستحلف: ما صلى، فحلف. وأتى مكحول، فقال: فلم جئنا إذا؟ قال: فَتُرِكَ.