رغبة في الملك إني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ولكن خرجت غضباً لله ولدينه وداعيا إلى كتاب الله وسنة نبيه حين درست معالم الهدى وطفئ نور أهل التقوى وظهر الجبار المستحل للحرمة والراكب البدعة فأشفقت إذا غشيكم ظلمه أن لا يقلع عنكم من ذنوبكم وأشفقت أن يدعو أناساً إلى ما هو عليه فاستخرت الله ودعوت من أجابني فأراح الله منه البلاد والعباد.
أيها الناس إن لكم عندي إن وليت أن لا أضع لبنة على لبنة ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد الثغور فإن فضل شيء رددته إلى البلد الذي يليه حتى تستقيم المعيشة وتكون فيه سواء فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم وإن ملت فلا بيعة لي عليكم وإن رأيتم أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايع ويدخل في طاعته وأستغفر الله لي ولكم.
قال عثمان بن أبي العاتكة: أول من خرج بالسلاح في العيد يزيد بن الوليد خرج بين صفين من الخيل في السلاح من باب الحصن إلى المصلى.
وعن أبي عثمان الليثي أن يزيد الناقص قال يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة وينوب عن الخمر فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء داعية الزنى.
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: لما ولي يزيد بن الوليد دعا الناس إلى القدر وحملهم عليه وقرب غيلان القدري أو قال أصحاب غيلان قلت: كان غيلان قد صلبه هشام قبل هذا الوقت بمدة.
مات يزيد الناقص في سابع ذي الحجة سنة ست وعشرين ومئة فكانت دولته ستة أشهر ومات وكان شاباً أسمر نحيفاً حسن الوجه وقيل مات بالطاعون وبويع من بعده أخوه إبراهيم بن الوليد ودفن بباب الصغير سامحه الله.
وقال ابن الفوطي في معجم الألقاب: إن لقبه الشاكر لله ولد سنة ثمانين وتوفي يوم الأضحى بالطاعون بدمشق وآخر ما تكلم به واحسرتاه وا أسفاه ودفن بباب الفراديس وكان مربوعاً أسمر خفيف العارضين فصيحاً شديد العجب يقال نبشه مروان الحمار وصلبه وهو عند المعتزلة أفضل من عمر ابن عبد العزبز للمذهب.
وليزيد من الأولاد خالد والوليد وعبد الله وعبد الرحمن وأصبغ وأبو بكر وعبد المؤمن وعلي.