للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال ابن عدي: أبو الزناد كما قال يحيى بن معين: ثقة، حجة، ولم أورد له حديثًا، لأن كلها مستقيمة.

وقال أبو جعفر العقيلي في ترجمة عبد الله بن ذكوان: حدثنا مقدام بن داود، حدثنا الحارث بن مسكين، وابن أبي الغمر، قالا: حدثنا ابن القاسم، قال: سألت مالكًا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: "إن الله خلق آدم على صورته" (١) فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا، ونهى أن يتحدث به أحد فقيل إن ناسًا من أهل العلم يتحدثون به قال: من هم? قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء ولم يكن عالمًا، ولم يزل أبو الزناد عاملًا لهؤلاء حتى مات، وكان صاحب عمال يتبعهم.

قلت: الخبر لم ينفرد به ابن عجلان، بل ولا أبو الزناد، فقد رواه: شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد. ورواه: قتادة، عن أبي أيوب المراغي، عن أبي هريرة. ورواه: ابن لهيعة، عن الأعرج، وأبي يونس، عن أبي هريرة ورواه: معمر، عن همام، عن أبي هريرة. وصح أيضًا من حديث ابن عمر وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان: صح هذا، عن رسول الله Object.

فهذا الصحيح مخرج في كتابي "البخاري" و"مسلم" فنؤمن به، ونفوض، ونسلم، ولا نخوض فيما لا يعنينا، مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير.

قال الواقدي: مات أبو الزناد فجأة في مغتسله، ليلة الجمعة، لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن ست وستين سنة، في سنة ثلاثين ومائة.

وقال ابن سعد: مات في رمضان منها وقال خليفة وطائفة: سنة ثلاثين وقال يحيى بن معين وابن نمير وعلي بن عبد الله التميمي وغيرهم: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.


(١) صحيح: أخرجه أحمد "٢/ ٢٤٤"، والحميدي "١١٢١"، ومسلم "٢٦١٢" "١١٢"، والآجري في "الشريعة" "ص ٣١٤"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص ٢٩٠" وفي "السنن" "٨/ ٣٢٧" من طرق عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: -"إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته" وأخرجه أحمد "٢/ ٢٥١ و ٤٣٤"، و البخاري "٢٥٥٩"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص ٣٦ - ٣٧"، والآجري في "الشريعة" "ص ٣١٥"، والبيهقي في "الأسماء والصفات" "ص ٢٩١" من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به.
وأخرجه أحمد "٢/ ٣٢٧ و ٣٣٧"، ومسلم "٢٦١٢" "١١٣" من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>