قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: المغيرة، وهو ابن مقسم الضبي، ثقة متقن، من رجال الشيخين، إلا أنه يدلس وبخاصة عن إبراهيم، وهو ابن يزيد النخعي، وقد عنعنه. العلة الثانية: هني بن نويرة، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب" مقبول. لكن الحديث قد ورد بواسطة شباك الضبي بين المغيرة بن مقسم، وإبراهيم بن يزيد النخعي، فقد أخرجه ابن أبي شيبة "٩/ ٤٢٠"، وأبو داود "٢٦٦٦"، وابن ماجه "٢٦٨٢"، وأبو يعلى "٤٩٧٣" و"٤٩٧٤". و الطحاوي في "شرح معاني الآثار" "٣/ ١٨٣"، والبيهقي في "السنن" "٩/ ٧١"، من طريق المغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، به. قلت: إسناده ضعيف، آفته بن نويرة، مجهول كما علمت. وأخرجه ابن ماجه "٢٦٨١" عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به. قلت: ولم يذكر هنيا، وزاد شباكا، لكن هشيما وإن كان ثقة ثبتا، لكنه كان كثير التدليس والإرسال الخفي، فالإسناد ضعيف، لكن الحديث يرتقى للحسن بمجموع الطريقين والله أعلم. وقد ورد الحديث موقوفا على عبد الله بن مسعود: عند عبد الرزاق "١٨٢٣٢"، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" "٩٧٣٧" عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود موقوفا. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه ابن أبي شيبة "٩/ ٤٢٠"، من طريق حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم أنه مر على ابن مكعبر وقد قطع زياد يديه ورجليه، فقال سمعت عبد الله يقول: "إن أعف الناس قتلة أهل الإيمان".