علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد، قال: ما سمعت أحدًا يقول في عطاء بن السائب شيئًا قط في حديثه القديم، وما حدث سفيان وشعبة عنه صحيح، إلَّا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة، عن زاذان.
أحمد بن سنان، عن عبد الرحمن قال: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد ليث أحسنهم حالًا عندي.
وروى عثمان بن أبي شيبة، عن جرير -وذكر الثلاثة- فقال: يزيد أحسنهم استقامة في الحديث، ثم عطاء. قال أحمد بن حنبل: عطاء ثقة ثقة، رجل صالح. وقال: من سمع منه قديمًا كان صحيحا، ومن سمع منه حديثًا لم يكن بشيء. سمع منه قديمًا: شعبة، وسفيان، وسمع منه حديثًا جرير وخالد بن عبد الله، وإسماعيل، وعلي بن عاصم، وكان يرفع، عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها.
قال: وقال وهيب: لما قدم عطاء البصرة، قال: كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثًا، ولم يسمع من عبيدة شيئًا، وهذا اختلاط شديد.
أبو داود، عن أحمد قال: كان عطاء بن السائب من خيار عباد الله، كان يختم القرآن كل ليلة وقال شعبة حدثنا عطاء وكان نسيا وقال يحيى لم يسمع عطاء بن السائب من يعلى بن مرة قال واختلط عطاء فما سمع منه قديمًا فهو صحيح، وقد سمع منه أبو عوانة في الصحة وفي الاختلاط جميعًا، ولا يحتج بحديثه.
ابن عدي: أنبأنا ابن أبي عصمة، حدثنا أحمد بن أبي يحيى، سمعت يحيى ابن معين يقول: ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب. وجميع من روى عن عطاء ففي الاختلاط إلَّا شعبة وسفيان.
قال ابن عدي: عطاء أختلط في أخر عمره، فمن سمع منه قديمًا مثل الثوري، وشعبة فحديثه مستقيم ومن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النكرة وقال العجلي كان شيخا، قديمًا، ثقة روى، عن ابن أبي أوفى ومن سمع منه قديمًا فهو صحيح منهم الثوري فأما من سمع منه بأخره فهو مضطرب الحديث منهم هشيم وخالد بن عبد الله وكان عطاء بأخرة يتلقن إذا لقن، لأنه كان غير صالح الكتاب، وأبوه: تابعي، ثقة.
وقال أبو حاتم: كان محله الصدق قديمًا قبل أن يختلط، ثم تغير حفظه، في حديثه تخاليط كثيرة، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها، عن التابعين، فرفعها إلى الصحابة.