للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعبيدة بينهما ضربتين كلاهما أثبت صاحبه. وكر علي وحمزة على عتبة فدففا عليه.

واحتملا عبيدة إلى أصحابهما.

والصحيح كما سيأتي إنما بارز حمزة عتبة، وعلي شيبة، والله أعلم. ثم تزاحف الجمعان. وقد أمر النبي أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال: "انضحوهم عنكم بالنبل". وهو في العريش، ومعه أبو بكر، وذلك يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة رمضان.

قال سفيان، عن قتادة: إن وقعة بدر صبيحة يوم الجمعة سابع عشر رمضان. وقال قرة بن خالد: سألت عبد الرحمن بن القاسم عن ليلة القدر، فقال: كان زيد بن ثابت يعظم سابع عشرة ويقول: هي وقعة بدر. وكذلك قال إسماعيل السدي وغيره في تاريخ يوم بدر، وقاله عروة بن الزبير، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن عمرو بن يحيى عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال: كانت صبيحة بدر سبع عشرة من رمضان؛ لكن روى قتيبة عن جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود في ليلة القدر قال: تحروها لإحدى عشرة بقين، صبيحتها يوم بدر، كذا قال ابن مسعود (١) والمشهور ما قبله.

ثم عدل رسول الله الصفوف بنفسه، ورجع إلى العريش ومعه أبو بكر فقط، فجعل يناشد ربه ويقول: "يا رب إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد في الأرض". وأبو بكر يقول: يا نبي الله بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك. ثم خفق فانتبه وقال: "أبشر يا أبا بكر، أتاك النصر، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده، على ثنايا النقع".

فرمي مهجع -مولى عمر- بسهم، فكان أول قتيل في سبيل الله. ثم رمي حارثة بن سراقة النجاري بسهم وهو يشرب من الحوض، فقتل.

ثم خرج رسول الله إلى الناس يحرضهم على القتال، فقاتل عمير بن الحمام حتى قتل، ثم قاتل عوف ابن عفراء -وهي أمه- حتى قتل.

ثم إن رسول الله رمى المشركين بحفنة من الحصباء وقال: "شاهت الوجوه". وقال لأصحابه: "شدوا عليهم". فكانت الهزيمة، وقتل الله من قتل من صناديد الكفر: فقتل سبعون وأسر مثلهم.


(١) الصواب ما رواه ابن عمر مرفوعا بلفظ: "ليلة القدر التمسوها في العشر الأواخر، وإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن عن السبع البواقي" أخرجه الطيالسي "١٩١٢"، وأحمد "٢/ ٤٤ و ٧٥ و ٩١"، ومسلم "١١٦٥" "٢٠٩". وروى مسلم "١١٦٥" "٢١٠" "٢١١" عن ابن عمر مرفوعا: "من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر".

<<  <  ج: ص:  >  >>