قلت: مراد العجلي أنهم ختموا عليه تلقينا، وإلا فقد ختم عليه حمزة، وغيره عرضًا.
قال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
قلت: كان عزيز النفس، قنوعا، وله رزق على بيت المال في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره.
وكان والد وكيع -وهو الجراح بن مليح- على بيت المال، فلما أتاه وكيع ليأخذ قال له: ائتني من أبيك بعطائي حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
روى علي بن عثام بن علي، عن أبيه، قال: قيل للأعمش ألا تموت فنحدث عنك؟ فقال: كم من حب (١) أصبهاني، قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة.
وورد: أن الأعمش قرأ القرآن على: زيد بن وهب، وزر بن حبيش، وإبراهيم النخعي، وأنه عرض على: أبي عالية الرياحي، وعلى مجاهد، وعاصم بن بهدلة، وأبي حصين، وله قراءة شاذة، ليس طريقها بالمشهور.
قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن، فيمسكون عليه المصاحف، فلا يخطئ في حرف. التبوذكي: عن أبي عوانة، قال: أعطيت امرأة الأعمش خمارا، فكنت إذا جئت، أخذت بيده، فأخرجته إلي، فقلت: له إن لي إليك حاجة. قال: ما هي؟ قلت: إن لم تقضها، فلا تغضب علي. قال: ليس قلبي في يدي. قلت: أمل علي. قال: لا أفعل. علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة، ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
إسحاق بن راهويه: حدثنا وكيع، سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة لصليت الفجر، ثم تسحرت.
قال عيسى بن يونس: أرسل الأمير عيسى بن موسى إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة، ليكتب فيها حديثًا. فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، وقل هو الله أحد، ووجه بها إليه. فبعث إليه: يا ابن الفاعلة! ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟ فبعث إليه: أظننت أني أبيع الحديث؟.